قال المدائني: كان لزياد بن عبد الله الحارثيّ جدي لا يمسّه أحد، فعشّى في شهر رمضان قوما فيهم أشعب، فعرض أشعب يوما للجدي من بين القوم، فقال زياد حين رفعت المائدة: أما لأهل السجن إمام يصلّي بهم؟ قالوا: لا؛ قال: فليصلّ بهم أشعب؛ قال أشعب: أو غير ذلك أيها الأمير؟ قال: وما هو؟ قال: لا آكل لحم جدي أبدا. قال: وكان المغيرة بن عبد الله الثّقفيّ يأكل وأصحابه تمرا فانطفأ السراج، وكانوا يلقون النّوى في طست، فسمع صوت نواتين؛ فقال: من ذا يلعب بالكعبتين؟ «1» . قال الأعشى «2» : [طويل] تبيتون في المشتى ملاء بطونكم ... وجاراتكم سغب يبتن خمائصا «3» وقال آخر «4» [بسيط] وضيف عمرو وعمرو ساهران معا ... فذاك من كظّة والضيف من جوع «5» وقال آخر [بسيط] وجيرة لا ترى في الناس مثلهم ... إذا يكون لهم عيد وإفطار إن يوقدوا يوسعونا من دخانهم ... وليس يبلغنا ما تنضج النار وقال سماعة بن أشول: [طويل] نزلنا بسهم والسماء تلفّنا ... لحى الله سهما ما أدقّ وألأما «6»