بالشّره «1» والحرص. وقال الشاعر: [بسيط] كم من حريص على شيء ليدركه ... وعلّ إدراكه يدني إلى عطبه «2» وقال آخر: [متقارب] وربّ ملحّ على بغية ... وفيها منيّته لو شعر «3» والعرب تقول في الرجل الملحّ في الحوائج الذي لا تنقضي له حاجة إلا سأل أخرى: [بسيط] لا يرسل السّاق إلّا ممسكا ساقا وأصل المثل في الحرباء، إذا اشتدّ عليه حرّ الشمس لجأ إلى شجرة ثم توقّى في أغصانها، فلا يرسل غصنا حتّى يقبض على آخر. وقال الشاعر: [بسيط] أنّى أتيح له حرباء تنضبة ... لا يرسل الساق إلّا ممسكا ساقا «4» وفي كتاب كليلة: لا فقر ولا بلاء كالحرص والشّره، ولا غنى كالرّضا والقناعة، ولا عقل كالتّدبير، ولا ورع كالكفّ، ولا حسب كحسن الخلق. قال ابن المقفع: الحرص والحسد بكرا الذنوب «5» وأصل المهالك؛ أمّا الحسد فأهلك إبليس، وأما الحرص فأخرج آدم من الجنّة.