responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الاداب وثمر الالباب نویسنده : الحُصري القيرواني    جلد : 3  صفحه : 699
إلى خير، ولا أسمع إلا حسنا. فذكر للنبى صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم اغفر للاحنف. وكان الأحنف يقول: ما شىء أرجى عندى من ذلك.
قال عبد الملك بن عمير: قدم إلينا الأحنف، فما رأينا خصلة تذمّ فى رجل إلّا رأيناها فيه، كان أصلع الرأس، متراكب الاسنان، أشدق، مائل الذّقن، ناتئ الوجنتين، باخق العينين «1» ، خفيف العارضين، أحنف الرّجلين، وكانت العين تقتحمه دمامة وقلّة رواء، ولكنه إذا تكلّم جلّى عن نفسه. وهو الذى خطب بالبصرة حين اختلفت الأحياء، وتنازعت القبائل؛ فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: يا معشر الأزد [وربيعة] ، أنتم إخواننا فى الدين، وشركاؤنا فى الصّهر، وأكفاؤنا فى النسب، وجيراننا فى الدار، ويدنا على العدوّ، والله لأزد البصرة أحبّ إلينا من تميم الكوفة، [ولأزد الكوفة أحبّ إلينا من تميم الشام] ، وفى أموالنا وأحلامنا سعة لنا ولكم.
وقد قام خطباء البصرة فى هذا اليوم وتكلّموا وأسهبوا، فلما قام الأحنف أصغت القبائل إليه، وانثالت عليه، وقال الناس: هذا أبو بحر، هذا خطيب بنى تميم، وحضر ذلك الجمع جارية لآل المهلب، فذهبت تروم النظر إليه، فاعتاص ذلك عليها، فأشرفت عليه من دارها، فلما رأته والأبصار خاشعة لكلامه، ورأت دمامة خلقه، وكثرة آفات جوارحه، قالت: فقدت هذه الخلقة ولو افترّت عن فصل الخطاب وذكر المدائنى أنّ الأحنف بن قيس وفد على معاوية رضى الله عنه مع أهل العراق، فخرج الآذن، فقال: إنّ أمير المؤمنين يعزم عليكم ألّا يتكلم أحد إلّا لنفسه، فلما وصلوا إليه قال الأحنف: لولا عزمة أمير المؤمنين لأخبرته أن دافّة دفّت، ونازلة نزلت، ونابتة نبتت، كلهم بهم حاجة إلى معروف أمير المؤمنين وبرّه. قال: حسبك يا أبا بحر، فقد كفيت الشاهد والغائب.
نام کتاب : زهر الاداب وثمر الالباب نویسنده : الحُصري القيرواني    جلد : 3  صفحه : 699
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست