نام کتاب : ربيع الأبرار و نصوص الأخبار نویسنده : الزمخشري جلد : 1 صفحه : 6
5-محمد المقتفي باللّه ابن المستظهر (529-555 هـ) .
و تعاقب في الاستيلاء على السلطة و النفوذ في بغداد كل من آل بويه و الأتراك السلاجقة، و ظهرت دولة الخوارزمية، من خراسان إلى ما وراء النهر، ثم الدولة الفاطمية في مصر و الشام (297-567 هـ) و دولة المرابطين في المغرب و الأندلس (448-541 هـ) ثم كانت الحملة الصليبية التي انتهت بسقوط مدينة القدس سنة 492 هـ.
عاش الزمخشري في مجتمع يسوده الدين الإسلامي و تسيطر فيه اللغة العربية لكنه لم يخل من أقليات غير إسلامية لم تتخلّ عن تراثها الخاص و شخصيتها التقليدية و مزاجها المختلف ممّا أدّى إلى ظهور عادات لم يألفها المسلمون كانت سبقتها مناخات أسهمت في خلقها حركة الترجمة و التيارات الثقافية التي انعكست بمجملها على الفكر الديني في الإسلام و خروجه من بيئته الحضارية الخاصة و اشتباكه بحضارات مجاورة كان لها تأثيرها المتفاوت في ظهور العديد من الفرق الإسلامية ممّا أدّى إلى كثير من الفتن و المحن التي أضعفت حركة التجارة و هدّدت الأمن و الاستقرار فانتشرت الفوضى و عمّ الاضطراب الاجتماعي.
و على الرغم من هذه الحالة المزرية التي عاشها الزمخشري كانت تلوح في الأفق حركات علمية و نهضات أدبية تجلّت في بناء المدارس بتشجيع من بعض الملوك و الأمراء و الوزراء، و الاهتمام بالكتب و المكتبات، و الانصراف إلى حلقات التدريس في المساجد و مجالس الجدل و المناظرات، و ظهور علماء و أدباء أفذاذ كانوا أئمة في العلوم النقلية و العقلية، في القراءات و التفسير و الحديث و علوم التاريخ و اللغة و الجغرافيا و الرحلات و الفلسفة و الشعر و الأدب و المنطق ناهيك عن الفقه و الفقهاء الذين كان لهم دور كبير في تفصيل المذاهب و تطويرها و تهذيبها.
اسرته:
نشأ الزمخشري في عصر ازدهرت فيه الآداب و العلوم حيث بسط فيه
نام کتاب : ربيع الأبرار و نصوص الأخبار نویسنده : الزمخشري جلد : 1 صفحه : 6