نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 91
و لا رءوس الجبال، إنما يسكن المغارات و الكهوف و صدوع الجبال.
و للصقر كفان في يديه، و للسبع كفان في يديه لأنه يكف بهما عما أخذ، أي يمنع و أول من صاد به الحارث بن معاوية بن ثور [1] ، و ذلك أنه وقف يوما على صياد و قد نصب شبكة للعصافير، فانقض صقر على عصفور و جعل يأكله، و الحارث يعجب منه فأمر به فوضع في بيت و وكل به من يطعمه و يؤدبه و يعلمه الصيد، فبينما هو معه ذات يوم، و هو سائر إذ لاحت أرنب فطار الصقر إليها فأخذها، فازداد الحارث به إعجابا، و اتخذه العرب بعده.
الصنف الثاني من الصقور الكونج، و نسبته من الصقور، كنسبة الزرق إلى البازي، إلا أنه أحرمه و لذلك هو أخف منه جناحا و أقل بخرا و يصيد أشياء من صيد المياه و يعجز عن الغزال الصغير.
الصنف الثالث من الصقور اليؤيؤ، و يسميه أهل مصر و الشام الجلم، لخفة جناحيه و سرعتهما، و لأن الجلم هو الذي يجز به و هو المقص، و هو طائر صغير الذنب، و مزاجه بالنسبة إلى الباشق بارد رطب، لأنه أصبر منه نفسا، و أثقل حركة، و لا يشرب الماء إلا ضرورة، كما يشربه الباشق، إلا أنه أبخر منه، و مزاجه بالنسبة إلى الصقر، حار يابس، و لذلك هو أشجع منه.
و يقال: إن أول من ضراه و اصطاد به بهرام جور، و ذلك أنه شاهد يؤيؤا يطارد قنبرة و يراوعها و يرتفع و ينخفض معها و ما تركها إلى أن صادها فأعجبه و أمر به فأدب و صاد به و قال الناشئ [2] في وصفه:
قد اغتدي و الصبح في دجاه # كطرة البدر لدى مثناه [4]
بيؤيؤ يعجب من رآه # ما في اليآيئ يؤيؤ سواه
أزرق لا تكذبه عيناه # فلو يرى القانص ما يراه
فداه بالأمّ و قد فدّاه # هو الذي خوّلناه اللّه
تبارك اللّه الذي هداه
فائدة أدبية
: ذكر الإمام العلامة الطرطوشي، في سراج الملوك، عن الفضل بن مروان، قال: سألت رسول ملك الروم عن سيرة ملكهم فقال: بذل عرفه و جرد سيفه، فاجتمعت عليه
[1] الحارث الأكبر، أبو معاوية من قحطان، ملك جاهلي، على اليمامة و البحرين.
[2] الناشئ الأكبر: أبو العباس عبد اللّه بن محمد الناشي الأنباري المعروف بابن شرشير الشاعر العروضي المتكلم، أقام ببغداد ثم بمصر و مات فيها سنة 293 هـ. اشتهر بوصف الطير و أدوات الصيد، و الناشئ لقب له.
[3] أبو نواس: الحسن بن هانئ الصباح الشاعر الشهير بخمرياته في العصر العباسي.