يأبى العذار المستدير بخدّه # و كمال بهجة وجهه المنعوت
فكأنما هو صولجان زمرد # متلقف كرة من الياقوت
و يقرب من هذا المعنى، ما حكاه ابن خلكان قال: كان بين العماد الكاتب، تلميذ القاضي الأرجاني و بين القاضي الفاضل محاورات، فمن ذلك أنه لقيه يوما و هو راكب فرسا، فقال له العماد:
سر فلا كبابك الفرس!فقال له الفاضل: دام علا العماد. و هذا أيضا مما يقرأ من آخره إلى أوله، و لا يتغير شيء من لفظه و لا معناه، و روي أنهما اجتمعا يوما في موكب السلطان، و قد انتشر من الغبار ما سد الفضاء فأنشد [2] العماد الكاتب:
أما الغبار فإنه # مما أثارته السنابك
و الجوّ منه مظلم # لكن أنار به السنابك
يا دهر لي عبد الرحيم # فلست أخشى مسّ نابك
و هذا التجنيس في غاية الحسن. توفي العماد في مستهل رمضان سنة سبع و تسعين و خمسمائة بدمشق، و دفن بمقابر الصوفية. و توفي الفاضل في سابع شهر ربيع الآخر سنة سبع و تسعين و خمسمائة بالقاهرة، و دفن بتربة بسفح المقطم.
و حكمها و خواصها و تعبيرها
كالعصافير.
الأمثال
: قالوا: «أضعف من صعوة» كما قالوا: «أضعف من وصعة» .
الصّفّارية:
بضم الصاد و تشديد الفاء، طائر يقال له التبشير، و قد تقدم ذكره في باب التاء المثناة فوق.
الصفر:
بفتح الصاد و الفاء، قيل: إن الجاهلية، كانت تعتقد، أن في الجوف حية على شراسيفه، و الشراسيف أطراف الأضلاع التي تشرف على البطن، يقال لها الصفر، إذا تحركت جاع الإنسان و تؤذيه إذا جاع، و أنها تعدي، فأبطل الإسلام ذلك. روى مسلم عن جابر و أبي هريرة و غيرهما، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «لا عدوى و لا طيرة و لا هامة و لا صفر و لا غول» [3] . و معنى لا عدوى ما يتوهم من تعدي مرض من جرب و حكة و غيرهما من الأمراض، من شخص به ذلك المرض إلى شخص آخر، بسبب مخالطة و غيرها. و في الحديث الصحيح أن أعرابيا قال للنبي صلى اللّه عليه و سلم:
إنك قلت لا عدوى فما بال الإبل تكون سليمة، حتى يدخل فيها البعير الأجرب فتصبح جربى؟ فقال صلى اللّه عليه و سلم: «فمن أعدى الأول» [4] فرد عليه الصلاة و السلام ما توهمه من تعدي المرض بنفسه.
[1] وفيات الأعيان 1/165 و نسبتهما إلى أحمد القطرسي.