responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 58

و تعالى قد أحسن قسمتك، هذا شيخنا و سيدنا و عنه نأخذ أصل ديننا، و حلالنا و حرامنا، فلا يغرنك عموشة عينيه و لا خموشة ساقيه. فغضب الأعمش و قال له: يا خبيث أعمى اللّه قلبك، قد أخبرتها بعيوبي ثم أخرجه من بيته. و منها أن إبراهيم النخعي أراد أن يماشيه فقال له الأعمش: إن رآنا الناس معا قالوا: أعور و أعمش!فقال النخعي: و ما عليك أن يأثموا و نؤجر!فقال له الأعمش:

و ما عليك أن يسلموا و نسلم. و منها أنه جلس يوما في موضع فيه خليج من ماء المطر، و عليه فروة خلقة، فجاءه رجل و قال: قم عدني هذا الخليج و جذب بيده، فأقامه و ركبه، و قال:

سُبْحََانَ اَلَّذِي سَخَّرَ لَنََا هََذََا وَ مََا كُنََّا لَهُ مُقْرِنِينَ [1] ، فمضى به الأعمش حتى توسط الخليج و رمى به، و قال: وَ قُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبََارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ اَلْمُنْزِلِينَ [2] ، ثم خرج و تركه يتخبط في الماء. و منها أن رجلا جاء إلى الأعمش يطلبه، فقيل له: خرج مع امرأة إلى المسجد، فجاءه فوجدهما في الطريق، فقال أيكما: الأعمش؟فقال الأعمش: هذه و أشار إلى المرأة. و منه أنه عاده أقوام في مرضه، فأطالوا الجلوس عنده، فأخذ وسادته و قام ثم قال: شفى اللّه مريضكم فانصرفوا. و منها أنه ذكر عنده يوما قوله‌ [3] صلى اللّه عليه و سلم: «من نام عن قيام الليل بال الشيطان في أذنه» . فقال: ما عمشت عيناي إلا من بول الشيطان في أذني. و كتب‌ [4] إلى بعض إخوانه يعزيه:

إنا نعزيك لا أنا على ثقة # من البقاء و لكن سنة الدين

فلا المعزّى بباق بعد ميته # و لا المعزّي و إن عاشا إلى حين‌

توفي رحمه اللّه سنة سبع و قيل ثمان و قبل تسع و أربعين و مائة.

و فيه أيضا أنه لما ولي عبد اللّه بن الزبير الخلافة بمكة، ولى أخاه مصعب بن الزبير المدينة، و أخرج منها مروان بن الحكم و ابنه، فصار إلى الشام و لم يزل يقيم للناس الحج من سنة أربع و ستين إلى سنة اثنتين و سبعين، فلما ولي عبد الملك بن مروان منع أهل الشام من الحج من أجل ابن الزبير، لأنه كان يأخذ الناس بالبيعة له إذا حجوا، فضج الناس لما منعوا من الحج، فبنى عبد الملك قبة الصخرة فكان الناس يقفون عندها يوم عرفة. و يقال: إن ذلك كان سبب التعريف في بيت المقدس و مساجد الأمصار. و قيل: إن أول من سن التعريف بالبصرة عبد اللّه بن عباس رضي اللّه تعالى عنهما، و بمصر عبد العزيز بن مروان، و ببيت المقدس عبد الملك بن مروان.

و لما قتل عبد الملك مصعب بن الزبير، و أراد الرجوع، قام إليه الحجاج فقال: إني رأيت في منامي أني أخذت عبد اللّه بن الزبير فسلخته، فولني قتاله. فبعثه في جيش كثيف من أهل الشام، فحصر ابن الزبير، و رمى الكعبة بالمنجنيق. فلما رمى به أرعدت السماء و أبرقت فخاف أهل الشام، فصاح الحجاج هذه صواعق تهامة، و أنا ابنها، ثم قام و رمى بنفسه فزاد ذلك و جاءت صاعقة تتبعها أخرى فقتلت من أصحابه اثني عشر رجلا، و زاد خوف أهل الشام، فلما أصبحوا صعقت السماء فقتلت بعض أصحاب ابن الزبير، فقال الحجاج لأصحابه: اثبتوا فإنه مصيبهم ما


[1] سورة الزخرف: آية 13.

[2] سورة المؤمنون: آية 29.

[3] رواه البخاري: تهجد 13، و مسلم: مسافرين 205.

[4] وفيات الأعيان: 2/403.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست