نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 56
و عجل من أطايبها لشرب # طعاما من قديد أو شواء
فأنت أبو عمارة المرجى # لكشف الضرّ عنا و البلاء»
و بقية الحديث مشهورة، رواه البخاري و مسلم و أبو داود، و هو حجة على إباحة كل ما ذبحه غير المالك تعديا كالغاصب و السارق و هو قول جمهور العلماء.
و خالف في ذلك سحنون و داود و عكرمة فقالوا: لا يؤكل، و هو قول شاذ. و حجة الجمهور أن الزكاة وقعت من المتعدي على شروطها الخاصة، و تعلق بذمته قيمة الذبيحة فلا موجب للمنع.
و هذا الفعل إنما كان من حمزة رضي اللّه تعالى عنه قبل تحريم الخمر، لأنه قتل يوم أحد و كان تحريمها بعد ذلك فكان معذورا في قوله غير مؤاخذ به، و كان شربه الذي دعاه إليه مباحا كالنائم و المغمى عليه، فلما حرمت الخمر صار شاربها مؤاخذا بشربها محدودا فيها.
الشاة:
الواحدة من الغنم، تقع على الذكر و الأنثى من الضأن و المعز، و أصلها شاهة، لأن تصغيرها شويهة، و الجمع شياه بالهاء في أدنى العدد. تقول ثلاث شياء إلى العشر، فإذا جاوزت العشرة فبالتاء، فإذا كثرت قلت: هذه شاء كثيرة. و الشاة أيضا الثور الوحشي و النسبة إلى الشاء شاوي قال الشاعر:
لا ينفع الشاوي فيها شاته # و لا حماراه و لا غلاته
و في الكامل لابن عدي في ترجمة خارجة بن عبد اللّه بن سليمان، عن عبد الرحمن بن عائذ قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «من كانت له شاة و لا يصيب جاره من لبنها أو مسكين فليذبحها أو ليبعها» [1] . و مما تواتر من حكمة لقمان و هو لقمان بن عنقاء بن بيرون و كان نوبيا من أهل ايلة، أن سيده أعطاه شاة و أمره أن يذبحها، و يأتيه بأطيب ما فيها، فذبحها و أتاه بقلبها و لسانها. ثم أعطاه في يوم آخر شاة أخرى و أمره أن يذبحها و يأتيه بأخبث ما فيها فذبحها و أتاه بقلبها و لسانها. فسأله عن ذلك. فقال: هما أطيب ما فيها إن طابا، و أخبث ما فيها إن خبثا. و هذا معنى قوله صلى اللّه عليه و سلم: «إن في الجسد مضغة إن صلحت صلح الجسد كله، و إن فسدت فسد الجسد كله، ألا و هي القلب» [2] . و يقال إن سيده دخل الخلاء يوما، فأطال الجلوس فناداه: لا تطل الجلوس على الخلاء، فإنه ينخع الكبد، و يورث البواسير، و يميت القلب.
و من وصيته لابنه، و اسمه ثاران، و قيل غير ذلك: يا بني كن على حذر من اللئيم إذا أكرمته، و من الكريم إذا أهنته، و من العاقل إذا هجوته، و من الأحمق إذا مازحته، و من الجاهل إذا صاحبته، و من الفاجر إذا خاصمته، و تمام المعروف تعجيله. يا بني ثلاثة أشياء تحسن بالإنسان: حسن المحضر، و احتمال الإخوان، و قلة الملل للصديق. و أول الغضب جنون و آخره ندم. يا بني ثلاثة فيهم الرشد: مشاورة الناصح، و مداراة العدو و الحاسد، و التحبب لكل أحد. يا بني المغرور من وثق بثلاثة أشياء: الذي يصدق ما لا يراه، و يركن إلى من لا يثق به،