responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 547

المقامة البحرية، و وفاته في المحرم سنة اثنتين و تسعين و ستمائة. و كان والده خطيب بيت المقدس حيث قال يذم دار سكناه:

دار سكنت بها أقلّ صفاتها # أن تكثر الحشرات في حجراتها

الخير عنها نازح متباعد # و الشرّ دان من جميع جهاتها

من بعض ما فيها البعوض عدمته # كم أعدم الأجفان طيب سناتها

و تبيت تسعدها براغيث متى # غنت لها رقصت على نغماتها

رقص بتنقيط و لكن قافه # قد قدمت فيه على أخواتها

و بها ذباب كالضباب يسد # عين الشمس ما طربي سوى غناتها

أين الصوارم و القنا من فتكها # فينا و أين الأسد من وثباتها

و بها من الخطاف ما هو معجز # أبصارنا عن حصر كيفياتها

تغشى العيون بمرها و مجيئها # و تصم سمع الخلد من أصواتها

و بها خفافيش تطير نهارها # مع ليلها ليست على عاداتها

شبهتها بقنافذ مطبوخة # نزع الطهاة بنضجها شوكاتها

فاقت على سمر القنا في لونها # و سماتها و شياتها و صفاتها

و بها من الجرذان ما قد قصرت # عنه العتاق الجرد في حملاتها [1]

فترى أبا غزوان منها هاربا # و أبا الحصين يروغ عن طرقاتها

و بها خنافس كالطنافس أفرشت # في أرضها و علت على جنباتها

لو شمّ أهل الحرب منتن فسوها # أردى الكماة الصيد عن صهواتها

و بنات وردان و أشكال لها # مما يفوت العين كنه ذواتها

متزاحم متراكم متحارب # متراكب في الأرض مثل نباتها

و بها قراد لا اندمال لجرحها # لا يفعل المشراط مثل أداتها

أبدا تمص دماءنا فكأنها # حجامة لبدت على كاساتها

و بها من النمل السليماني ما # قد قل ذر الشمس عن ذراتها

لا يدخلون مساكنا بل يحطمون # جلودنا فالعفو من سطواتها

ما راعني شي‌ء سوى وزغاتها # فنعوذ بالرحمن من نزغاتها

سجعت على أوكارها فظننتها # ورق الحمام سجعن في سحراتها

و بها زنابير تظن عقاربا # لا برء للمسموم من لدغاتها

و بها عقارب كالأقارب رتعا # فينا حمانا اللّه لدغ حماتها

و كأنما حيطانها كغرابل # أطلعن أرؤسهن من طاقاتها

كيف السبيل إلى النجاة و لا نجا # ة و لا حياة لمن رأى حياتها


[1] العتاق: النوق الكريمة.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 547
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست