نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 514
إضمار الفعل المتروك، كأنه قال: اغد غدة. قلت: و من الأوهام أن المستغفري ذكر في كتابه معرفة الصحابة عامر بن الطفيل، و قال: إنه أسلم و سأل النبي صلى اللّه عليه و سلم أن يعلمه كلمات يعيش بهن، فقال صلى اللّه عليه و سلم: «يا عامر أفش السلام و أطعم الطعام و استحي من اللّه حق الحياء، و إذا أسأت فأحسن، فإن الحسنات يذهبن السيئات» انتهى.
و الصواب أن عامر بن الطفيل لم يؤمن باللّه طرفة عين، و لم يختلف أحد من أهل النقل، في ذلك. و أما أربد المذكور، فهو أخو لبيد الشاعر الذي عاش في الإسلام ستين سنة لم يقل فيها شعرا، سأله عمر رضي اللّه تعالى عنه عن تركه الشعر؟فقال: ما كنت لأقول شعرا بعد أن علمني اللّه البقرة و آل عمران. فزاد عمر في عطائه خمسمائة درهم من أجل هذا القول. فكان عطاؤه ألفين و خمسمائة، فلما كان زمن معاوية أراد أن ينقصه الخمسمائة، فقال له: ما بال العلاوة فوق الفودين؟ فقال له لبيد رضي اللّه تعالى عنه: آن أن أموت و يصير لك العلاوة و الفودان. فرق له معاوية و تركها له، و مات لبيد بعد ذلك بأيام قليلة، و قد قيل: إنه قال [1] في الإسلام بيتا واحدا و هو:
الحمد للّه إذ لم يأتني أجلي # حتى لبست من الإسلام سربالا
و قيل: قال:
و لقد سئمت من الحياة و طولها # و سؤال هذا الناس كيف لبيد [2]
الأمثال
: قالوا [3] : «اسفد من هجرس» «و أعلم [4] و أنزى» [5] .
الهجرع:
الكلب السلوقي الخفيف، قاله ابن سيده.
الهجين:
من الخيل و الناس، الذي أبوه عربي و أمه غير عربية، و الهجان من الإبل البيض، يستوي فيه الذكر و المؤنث، يقال: بعير هجان، و ناقة هجان، و إبل هجان، و امرأة هجان، أي كريمة.
الهدهد:
بضم الهاءين و إسكان الدال المهملة بينهما، طائر معروف ذو خطوط و ألوان كثيرة، و كنيته أبو الأخبار و أبو ثمامة و أبو الربيع و أبو روح و أبو سجاد و أبو عباد. و يقال له الهداهد، قال الراعي:
كهداهد كسر الرماة جناحه.
و الجمع الهدهد بالفتح، و هو طير منتن الريح طبعا لأنه يبني أفحوصه في الزبل، و هذا عام في جميع جنسه، و يذكر عنه أنه يرى الماء في باطن الأرض، كما يراه الانسان في باطن الزجاجة، و زعموا أنه كان دليل سليمان على الماء، و لهذا السبب تفقده لما فقده. و كان سبب غيبة الهدهد عن سليمان عليه الصلاة و السلام، أن سليمان عليه السلام، لما فرغ من بناء بيت المقدس، عزم على