responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 483

من حديث معاذ بن جبل رضي اللّه عنه، قال‌ [1] : احتبس عنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات غداة عن صلاة الصبح، حتى كدنا نتراءى عين الشمس، فخرج سريعا فثوب بالصلاة، فصلى و تجوز في صلاته، فلما سلم دعا بصوته فقال لنا: «على مصافكم كما أنتم» . ثم انفتل إلينا فقال: «أما اني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، إني قمت من الليل فتوضأت و صليت ما قدر لي، فنعست في صلاتي حتى استثقلت، فإذا أنا بربي تعالى في أحسن صورة، فقال: يا محمد. فقلت: لبيك ربي. قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟قلت: رب لا أدري. قال تعالى: «في الكفارات و الدرجات» . و في رواية «قلت: في الكفارات و الدرجات» . قال: فما هن؟قلت: مشي الأقدام إلى الجماعات، و الجلوس في المساجد بعد الصلوات، و إسباغ الوضوء على المكروهات. قال: ثم فيم؟قلت: في اطعام الطعام، و لين الكلام، و الصلاة بالليل، و الناس نيام. قال: سل. قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، و ترك المنكرات، و حب المساكين، و أن تغفر لي و ترحمني، و إذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون، أسألك حبك و حب من يحبك، و حب كل عمل يقربني إلى حبك» .

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إنها حق فادرسوها ثم تعلموها» . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

النعام:

معروف، يذكر و يؤنث، و هو اسم جنس مثل حمام و حمامة، و جراد و جرادة، و تجمع النعامة على نعامات. و يقال لها أم البيض و أم ثلاثين، و جماعتها بنات الهيق، و الظليم ذكرها. قال الجاحظ: و الفرس يسمونها اشتر مرغ، و تأويله بعير و طائر. قال‌ [2] الشاعر:

و مثل نعامة تدعى بعيرا # تعاصينا إذا ما قيل طيري

فإن قيل احملي قالت: فإني # من الطير المرفّه في الوكور

قال: و يقال لقدم البعير خف، و الجمع خفاف و منسم و الجمع مناسم. و كذلك يقال في النعامة و يقال لأنثى النعام قلوص، كما يقال ذلك في الإبل، و إنما قالوا ذلك لما رأوا فيها من شبه الإبل.

قال: و تزعم الأعراب، أن النعامة ذهبت تطلب قرنين، فقطعوا أذنيها، فلذلك سميت بالظليم انتهى. و كأنهم إنما سموها ظليما لأنهم ظلموها، حين قطعوا أذنيها و لم يعطوها ما طلبت، و هذا بناء على اعتقادهم الفاسد.

و النعامة صمعاء، يقال: خرج السهم متصمعا إذا ابتلت قذذه من الدم. و يقال: أتانا بثريدة متصمعة إذا دققها و حدد رأسها، و صومعة الراهب منه، لأنها دقيقة من أعلى الرأس، و رجل أصمع القلب إذا كان حديدا ماضيا، و يقال للرجل أيضا إذا كان قصير الأذنين لاصقتين بالرأس أصمع، و المرأة صمعاء و بنو أصمع قبيلة من العرب منهم الأصمعي، و اسمه عبد الملك بن قريب، و هو صاحب لغة و نحو و شعر و نوادر. فمن نوادره أنه قال: مررت في بعض سكك الكوفة، فإذا برجل قد خرج من حش على كتفه جرة و هو يقول:

و أكرم نفسي أنني إن أهنتها # و حقّك لم تكرم على أحد بعدي‌

فقلت له: أ تكرمها بمثل هذا؟قال: نعم و استغني عن سفلة مثلك، إذا سألته قال: صنع اللّه بك


[1] رواه مالك في الموطأ: قرآن 40.

[2] عيون الأخبار: 2/101 و نسبته إلى يحيى بن نوفل الحميري.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 483
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست