responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 467

و في مسند الدارمي، عن علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه، أنه قال: كونوا في الناس كالنحلة في الطير إنه ليس في الطير شي‌ء إلا و هو يستضعفها، و لو تعلم الطير ما في أجوافها من البركة، ما فعلت ذلك بها. خالطوا الناس بألسنتكم و أجسادكم و زايلوهم بأعمالكم و قلوبكم.

فإن للمرء ما اكتسب، و هو يوم القيامة مع من أحب.

و فيه‌ [1] أيضا، عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما، أنه سأل كعب الأحبار كيف تجد نعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في التوراة؟فقال كعب: نجده محمد بن عبد اللّه، يولد بمكة و يهاجر إلى طيبة، و يكون ملكه بالشام، ليس بفحاش و لا صخاب في الأسواق، و لا يكافئ بالسيئة السيئة، و لكن يعفو و يصفح، أمته الحمادون، يحمدون اللّه في كل سراء و ضراء يوضئون أطرافهم و يأتزرون في أوساطهم يصفون في صلاتهم كما يصفون في قتالهم، دويهم في مساجدهم كدوي النحل، يسمع مناديهم في جو السماء.

غريبة

: ذكر ابن خلكان، في ترجمة [2] عبد المؤمن بن علي ملك الغرب، أن أباه كان يعمل الطين فخارا، و أنه كان في صغره نائما في دار أبيه، و أبوه يعمل في الطين، فسمع أبوه دويا في السماء، فرفع رأسه فرأى سحابة سوداء من النحل قد هوت مطبقة على الدار، فاجتمعت كلها على ولده و هو نائم، فغطته و أقامت عليه مدة، ثم ارتفعت عنه و ما تألم منها. و كان بالقرب منهم رجل يعرف الزجر فأخبره أبوه بذلك، فقال: يوشك أن يجتمع على ولدك جميع أهل المغرب، فكان كذلك.

و كان من أمر ولده ما اشتهر من ملك المغرب الأعلى و الأدنى، و مات عبد المؤمن في جمادى الآخرة سنة ثمان و خمسين و خمسمائة. و قد تقدمت الإشارة إلى ذكر موته، في باب الجيم، في الجفرة.

و جمهور الناس على أن العسل يخرج من أفواه النحل، و روي عن علي رضي اللّه تعالى عنه أنه قال: تحقيرا للدنيا أشرف لباس ابن آدم فيها لعاب دودة، و أشرف شرابه فيها رجيع نحلة.

و ظاهر هذا أنه من غير الفم، كذا نقله عنه ابن عطية.

و المعروف عنه أنه قال: إنما الدنيا ستة أشياء: مطعوم و مشروب و ملبوس و مركوب و منكوح و مشموم، فأشرف المطعوم العسل، و هو مذقة ذباب، و أشرف المشروب الماء، و يستوي فيه البر و الفاجر، و أشرف الملبوس الحرير، و هو نسج دودة، و أشرف المركوب الفرس، و عليه تقتل الرجال، و أشرف المشموم المسك، و هو دم حيوان، و أشرف المنكوح المرأة، و هو مبال في مبال. و المحقق أن العسل يخرج من بطونها، لكن لا يدري أ من فمها أو من غيره، لكن لا يتم صلاحه إلا بحمي أنفاسها. فقد صنع ارسطاطاليس بيتا من زجاج لينظر إلى كيفية ما تصنع فأبت أن تعمل حتى لطخته من باطن الزجاج بالطين كذا قاله الغزنوي و غيره.

و روينا في تفسير الكواشي الأوسط، أن العسل ينزل من السماء فيثبت في أماكن من الأرض فيأتي النحل فيشربه، ثم يأتي الخلية، فيلقيه في الشمع المهيأ للعسل في الخلية، لا كما يتوهمه بعض


[1] رواه الدرامي: مقدمة 2.

[2] وفيات الأعيان: 3/237.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 467
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست