responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 426

الأمثال‌

: قالوا: «أهرم‌ [1] من لبد» . قال‌ [2] الشاعر:

إن معاذ بن مسلم رجل # ليس لميقات عمره أمد

قد شاب رأس الزمان و اكتهل # الدهر و أثواب عمره جدد

قل لمعاذ إذا مررت به # قد ضجّ من طول عمرك الأبد

يا بكر حواء كم تعيش و كم # تسحب ذيل الحياة يا لبد

مصححا كالظليم ترفل في # برديك مثل السعير تتقد

صاحبت نوحا و رضت بغلة ذي # القرنين شيخا لولدك الولد

فارحل ودعنا فإن غايتك # الموت و إن شد ركنك الجلد

اللبوءة:

بضم الباء و بعدها همزة: أنثى الأسد، و اللبأة و اللبوة، ساكنة الباء، غير مهموزة لغتان فيها حكاهما ابن السكيت، و يقال لها: العرس أيضا.

قال عون بن أبي شداد العبدي: بلغني أن الحجاج بن يوسف الثقفي، لما ذكر له سعيد بن جبير رحمة اللّه تعالى عليه، بعد قتل عبد الرحمن بن الأشعث‌ [3] ، أرسل إليه قائدا من أهل الشأم من خاصة أصحابه، فبينما هم يطلبون، إذا هم براهب في صومعة له، فسألوه عنه فقال الراهب:

صفوه لي. فوصفوه له، فدلهم عليه، فانطلقوا فوجدوه ساجدا يناجي ربه تعالى بأعلى صوته، فدنوا منه و سلموا عليه فرفع رأسه، فأتم بقية صلاته، ثم رد عليهم السلام، فقالوا له:

إن الحجاج أرسل إليك فأجبه. فقال: و لا بد من الإجابة؟فقالوا: لا بد. فحمد اللّه و أثنى عليه و صلى على النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم قام يمشي معهم حتى انتهوا إلى دير الراهب، فقال الراهب: يا معشر الفرسان أصبتم صاحبكم؟قالوا: نعم. فقال لهم: اصعدوا الدير، فإن اللبوة و الأسد يأويان حول الدير، فعجلوا الدخول قبل المساء ففعلوا ذلك، و أبى سعيد رضي اللّه عنه، أن يدخل الدير!فقالوا: ما نراك إلا تريد الهرب منا؟قال: لا و لكني لا أدخل منزل مشرك أبدا.

فقالوا: إن لا ندعك فإن السباع تقتلك.

قال سعيد: فإن معي ربي يصرفها عني، و يجعلها حراسا حولي تحرسني من كل سوء، إن شاء اللّه تعالى. قالوا: فأنت من الأنبياء؟قال: ما أنا من الأنبياء، و لكني عبد من عباد اللّه خاطئ مذنب. قالوا له: فاحلف لنا أنك لا تبرح. فحلف لهم. فقال لهم الراهب: اصعدوا الدير، و أوتروا القسي لتنفروا السباع عن هذا العبد الصالح، فإنه كره الدخول علي في الصومعة، فدخلوا و أوتروا القسي فإذا هم بلبوة قد أقبلت، فلما دنت من سعيد بن جبير، تحككت به و تمسحت به، ثم ربضت قريبا منه، و أقبل الأسد فصنع مثل ذلك، فلما رأى الراهب ذلك دخلت


[1] جمهرة الأمثال: 2/293.

[2] وفيات الأعيان: 5/218، و الأبيات لأبي السري سهل بن أبي غالب، و كان مقرّبا من هارون الرشيد.

[3] ابن الأشعث: عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، قائد شجاع، ثار على الحجّاج و قاتله، و انتهى الأمر بمقتله سنة 85 هـ.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست