نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 38
إلا اللّه و أشهد أن محمدا رسول اللّه، فقال: نجوت و هديت، و لو لا ذلك لرديت، فارجع من حيث جيت. قال: فرجعت أقفو أدراجي فإذا هو يقول:
امتط السمع الأزل # يعل بك التل
فهناك أبو عامر # يتبع بك الفل
قال: فالتفت، فإذا سمع كالأسد النهد، فركبته فمر ينسل حتى انتهى إلى تل عظيم، فتوقل فيه إلى أن تسنمه فأشرفت منه على خيل المسلمين، فنزلت عنه و صوبت في الحدور نحوهم، فلما دنوت منهم خرج إلي فارس كالفالج الهائج، فقال: ألق سلاحك لا أم لك، فألقيت سلاحي فقال لي: من أنت؟قلت: مسلم. قال: فسلام عليك و رحمة اللّه و بركاته، فقلت: و عليك السلام و الرحمة و البركة. من أبو عامر؟قال: أنا هو قلت: الحمد للّه. فقال: لا بأس عليك، هؤلاء إخوانك المسلمين. ثم قال: إني رأيتك بأعلى التل فارسا فأين فرسك؟قال:
فقصصت عليه القصة فأعجبه ما سمع مني، و سرت مع القوم أقفو بهم أثر هوازن، حتى بلغوا من اللّه ما أرادوه. قال محمد بن ظفر: قوله: تحوى عليه أرقم، أي استدار عليه، و الأرقم الحية التي فيها خطوط كالرقم. و تزعم الأعراب أن الثعالب مطايا الجن، و يكرهون اصطيادها، و يقولون:
إن من صاد ثعلبا أصيب ببعض ماله. و قوله: سبقني بنفسه أي هلك قبل أن أصل إليه. و قوله:
لو لا ذلك لرديت، أي هلكت. و الردى الهلاك. و قوله: أقفو أدراجي أي أتبع طرقي التي جئت فيها و الأدراج السبل و قوله: الفل هم المنهزمون، و قوله: النهد هو العظيم الخلق. و قوله: ينسل أي يعدو، و النسلان عدو الذئب و الكلب و كل ما أشبه ذلك في العدو فهو نسلان. و قوله:
كالفالج هو البعير العظيم ذو السنامين انتهى.
الحكم
: تحريم الأكل. و اختلفوا في وجوب الجزاء على المحرم بقتله كالمتولد بين الحمار الوحشي و الأهلي فقال ابن القاص: لا جزاء في ذلك. و غلط فيه و المذهب أنه يحرم على المحرم التعرض له و يجب فيه الجزاء.
الأمثال
: قالوا: «أسمع من سمع و من سمع الأزل» [1] . لأن هذه الصفة لازمة له، كما يقال للضبع: العرجاء.
و هو في الرؤيا يدل على ذي الأصل الرديء. و نقل ما سمعه من كلام جيد و رديء، و ذلك مأخوذ من اسمه و اللّه أعلم.
السمائم:
بالفتح جمع سمامة و هو ضرب من الطير، كالخطاف لا يقدر على بيضه. و قيل: هو السنونو الآتي قريبا إن شاء اللّه تعالى و هو الطير الأبابيل الذي أرسله اللّه تعالى على أصحاب الفيل.
الأمثال
: قالت العرب: «كلفتني بيض السمائم» [2] و يروى بيض السماسم و هو جمع