responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 354

قال: و من طبع القمل أنه يكون في شعر الرأس الأحمر أحمر، و في الشعر الأسود أسود، و في الشعر الأبيض أبيض، و متى تغير الشعر تغير إلى لونه. قال: و هو من الحيوان الذي إناثه أكبر من ذكوره، و قيل: إن ذكوره الصيبان، و قيل: الصيبان بيضه، كما تقدم في باب الصاد المهملة.

روى‌ [1] الحاكم، في أوائل المستدرك، من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللّه تعالى عنه، أنه قال: يا رسول اللّه من أشد الناس بلاء؟قال صلى اللّه عليه و سلم: «الأنبياء» . قال: ثم من؟قال عليه الصلاة و السلام: «العلماء» . قال: ثم من؟قال عليه الصلاة و السلام: «الصالحون كان أحدهم يبتلى بالقمل حتى يقتله، و يبتلى أحدهم بالفقر حتى لا يجد إلا العباءة يلبسها، و لأحدهم كان أشد فرحا بالبلاء من أحدكم بالعطاء» . ثم قال: صحيح الإسناد على شرط مسلم.

و القمل يسرع إلى الدجاج و الحمام و يعرض للقردة. و أما قملة النسر، فهي التي تكون في بلاد الجبل، و تسمى بالفارسية دره، و هي إذا عضت قتلت، و هي أعظم من القمل، و إنما سميت قملة النسر لأنها تخرج منه.

فائدة

: اختلف العلماء في القمل المرسل على بني إسرائيل، فقال ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما: هو السوس الذي يخرج من الحنطة. و قال مجاهد و السدي و الكلبي رضي اللّه تعالى عنهم:

هو الجراد الطيار الذي له أجنحة. و قيل: الدبا، و هو الجراد الصغار الذي لا أجنحة له. و قال عكرمة رضي اللّه تعالى عنه: بنات الجراد، و قال أبو عبيد: هو الحمنان، و هو ضرب من القراد.

و قال أبو زيد: البراغيث. و قال الحسن و سعيد بن جبير: دواب سود صغار. و قال عطاء الخراساني رضي اللّه تعالى عنه: هو القمل المعروف باسكان الميم.

روي أن موسى عليه الصلاة و السلام، مشى بعصاه إلى كثيب أعفر مهيل بقرية من قرى مصر تدعى عين شمس، فضربه بعصاه، فانتشر كله قملا في مصر، فتتبع ما بقي من حروثهم و أشجارهم و نباتهم، فأكله و لحس الأرض، و كان يدخل بين ثوب أحدهم و جلده فيعضه، و كان أحدهم يأكل الطعام، فيمتلئ قملا، فلم يصابوا ببلاء كان أشد عليهم من ذلك القمل، فإنه أخذ بشعورهم و أبشارهم، و أشفار عيونهم و حواجبهم، و لزم عيونهم و جلودهم، كأنه الجدري فمنعهم النوم و القرار فصرخوا و صاحوا إلى موسى عليه السلام: إنا نتوب فادع لنا ربك يكشف عنا هذا البلاء، فدعا لهم موسى عليه السلام، فرفع اللّه القمل عنهم بعد ما أقام عليهم سبعة أيام، من السبت إلى السبت. و القمل هو أحد الآيات الخمس، قال‌ [2] اللّه تعالى: فَأَرْسَلْنََا عَلَيْهِمُ اَلطُّوفََانَ وَ اَلْجَرََادَ وَ اَلْقُمَّلَ وَ اَلضَّفََادِعَ وَ اَلدَّمَ آيََاتٍ مُفَصَّلاََتٍ يتبع بعضها بعضا و تفصيلها أن كل عذاب يمتد أسبوعا، و بين كل عذابين شهر. قال ابن عباس و سعيد بن جبير و قتادة و محمد بن اسحاق رضي اللّه تعالى عنهم، في تفسير هذه الآية: لما آمنت السحرة، و رجع فرعون مغلوبا، أبى هو و قومه إلا الإقامة على الكفر و التمادي في الشر، فتابع اللّه عليهم الآيات و أخذهم بالسنين و نقص من الثمرات.


[1] رواه الترمذي: زهذ 57. البخاري: مرضى 3.

[2] سورة الأعراف: آية 133.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست