responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 307

أمره و لا رضاه بذلك، و مهما لم يصح ذلك عنه لم يجز أن يظن ذلك به فإن إساءة الظن أيضا بالمسلم حرام. قال‌ [1] اللّه تعالى: يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اِجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ اَلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ اَلظَّنِّ إِثْمٌ و قال‌ [2] صلى اللّه عليه و سلم: «إن اللّه حرم من المسلم دمه و ماله و عرضه و أن يظن به ظن السوء» . و من أراد أن يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله لم يقدر على ذلك، و إذا لم يعلم وجب إحسان الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به. و مع هذا لو ثبت على مسلم أنه قتل مسلما، فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر، و القتل ليس بكفر بل هو معصية، و إذا مات القاتل، فربما مات بعد التوبة، و الكافر لو تاب من كفره لم يجز لعنه، فكيف من تاب من قتل؟و لم يعرف أن قاتل الحسين مات قبل التوبة و هو الذي يقبل التوبة عن عباده، فإذا لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين، و من لعنه كان فاسقا عاصيا للّه عز و جل، و لو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصيا بالإجماع، بل لو لم يلعن إبليس طول عمره لا يقال له في القيامة: لم لم تلعن إبليس؟و يقال للاعن: لم لعنت و من أين عرفت أنه ملعون؟و الملعون هو المبعد من اللّه عز و جل، و ذلك لا يعرف إلا فيمن مات كافرا فإن ذلك علم بالشرع، و أما الترحم عليه فجائز بل مستحب، بل داخل في قولنا: اللهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات فإنه كان مؤمنا. ا هـ.

و الكيا الهراسي هو أبو الحسن عماد الدين علي بن محمد الطبري، كان من رءوس معيدي إمام الحرمين و ثاني الغزالي، و توفي في المحرم سنة أربع و خمسمائة ببغداد، و حضر دفنه الشريف أبو طالب الزينبي و قاضي القضاة أبو الحسن بن الدامغاني مقدما الطائفة الحنفية، و كان بينهما و بينه في حال الحياة منافسة، فوقف أحدهما عند رأسه و الآخر عند رجليه فقال‌ [3] ابن الدامغاني:

و ما تغني النوادب و البواكي # و قد أصبحت مثل حديث أمس‌

و أنشد [4] الزينبي:

عقم النساء فلا يلدن شبيهه # إنّ النساء بمثله عقم‌

و قد تقدم في باب الحاء المهملة، في الحمام ذكر شي‌ء من مناقب الإمام الغزالي و وفاته رحمه اللّه تعالى.

و ذكر ابن خلكان أن الرشيد خرج مرة إلى الصيد، فانتهى به الطرد إلى موضع قبر علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه الآن، فأرسل فهودا على صيد فتبعت الصيد إلى موضع قبره، و وقفت الفهود عند موضع القبر الآن، و لم تتقدم على الصيد، فتعجب الرشيد من ذلك!فجاءه رجل من أهل الخبرة و قال: يا أمير المؤمنين أ رأيتك إن دللتك على قبر ابن عمك علي بن أبي طالب ما لي عندك؟قال: أتم مكرمة. قال: هذا قبره. فقال له الرشيد: من أين علمت بذلك؟قال:

كنت أجي‌ء مع أبي فيزور قبره، و أخبرني أنه كان يجي‌ء مع جعفر الصادق رضي اللّه تعالى عنه فيزوره، و أن جعفرا كان يجي‌ء مع أبيه محمد الباقر فيزوره، و أن محمدا كان يجي‌ء مع أبيه علي زبن


[1] سورة الحجرات: آية 12.

[2] رواه مسلم: بر 32. و أبو داود أدب 35 و الترمذي بر 18.

[3] وفيات الأعيان: 3/289.

[4] وفيات الأعيان: 3/289.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست