responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 295

أخذت بضيق الخناق و وردت المساق، و أنت ترى حسناتك في ميزان غيرك، و سيئات غيرك في ميزانك، على سيئاتك بلاء على بلاء، و ظلمة فوق ظلمة، فاتق اللّه يا هارون في رعيتك، و احفظ محمدا صلى اللّه عليه و سلم في أمته، و اعلم أن هذا الأمر لم يصر إليك إلا و هو صائر إلى غيرك، و كذلك الدنيا، تفعل بأهلها واحدا بعد واحد، فمنهم من تزود زادا نفعه، و منهم من خسر دنياه و آخرته، و إياك ثم إياك، أن تكتب إلي بعد هذا فإني لا أجيبك، و السلام.

و ألقى الكتاب منشورا من غير طي و لا ختم، فأخذته و أقبلت به إلى سوق الكوفة، و قد وقعت الموعظة بقلبي فناديت يا أهل الكوفة من يشتري رجلا هرب إلى اللّه؟فأقبلوا إليّ بالدراهم و الدنانير، فقلت: لا حاجة لي بالمال و لكن جبة صوف و عباءة قطوانية، فأتيت بذلك فنزعت ما كان علي من الثياب، التي كنت أجالس بها أمير المؤمنين، و أقبلت أقود الفرس الذي كان معي، إلى أن أتيت باب الرشيد حافيا راجلا، فهزأ بي من كان على الباب، ثم استؤذن لي، فلما رآني على تلك الحالة قام و قعد و جعل يلطم رأسه و وجهه، و يدعو بالويل و الحرب، و يقول: انتفع الرسول و خاب المرسل!ما لي و للدنيا و الملك يزول عني سريعا!فألقيت الكتاب إليه مثل ما دفع إلي فأقبل يقرؤه و دموعه تتحدر على وجهه، و هو يشهق، فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين قد اجترأ عليك سفيان، فلو وجهت إليه فأثقلته بالحديد و ضيقت عليه السجن، فجعلته عبرة لغيره، فقال هارون: اتركوا سفيان و شأنه يا عبيد الدنيا، المغرور من غررتموه، و الشقي و اللّه حقا من جالستموه، إن سفيان أمة وحده. و لم يزل كتاب سفيان عند الرشيد يقرؤه دبر كل صلاة و يبكي حتى توفي رحمه اللّه تعالى.

و ذكر ابن السمعاني و غيره أن المنصور كان يبلغه عن سفيان الإنكار عليه في عدم إقامة الحق، فتطلبه المنصور فهرب إلى مكة، فلما حج المنصور بعث بالخشابين أمامه، و قال: حيثما وجدتم سفيان فاصلبوه، فوصل الخشابون و نصبوا الخشب فأتى الخبر بذلك و سفيان نائم، و رأسه في حجر الفضيل بن عياض، و رجلاه في حجر سفيان بن عيينة، فقالا له خوفا عليه و شفقة: لا تشمت بنا الأعداء، فقام و مشى إلى الكعبة و التزم أستارها عند الملتزم، ثم قال: و رب هذه البنية لا يدخلها يعني المنصور، فزلقت راحلته في الحجون، فوقع من على ظهرها، فمات لوقته. فخرج سفيان و صلى عليه. و قد تقدمت الإشارة إلى ذكر شي‌ء من مناقبه و وفاته في باب الحاء المهملة، في لفظ الحمار.

الحكم‌

: قال الشافعي رضي اللّه تعالى عنه: ما لزم اسم الخيل من العراب و المقاريف و البراذين، فأكلها حلال، و هو قول القاضي شريح و الحسن و ابن الزبير و عطاء و سعيد بن جبير و حماد بن زيد و الليث بن سعد و ابن سيرين و الأسود بن يزيد و سفيان الثوري و أبي يوسف و محمد بن الحسن و ابن المبارك و أحمد و اسحاق و أبي ثور و جماعة من السلف. و قال سعيد بن جبير: ما أكلت أطيب من معرقة برذون، و دليل هذا ما اتفق عليه البخاري و مسلم من حديث جابر رضي اللّه تعالى عنه قال: «نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية و أرخص في لحوم الخيل» [1] و ذهب أبو حنيفة و مالك و الأوزاعي إلى أنها مكروهة، إلا أن كراهتها عند مالك كراهة


[1] رواه البخاري: جهاد 30. و مسلم صيد 26.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست