يا قبّح اللّه بني السعلاة # عمرو بن يربوع شرار النات
ليسوا أعفاء و لا أكيات
قلب السين تاء و هي لغة بعض العرب.
قال الجاحظ: يقال إن عمرو بن يربوع كان متولدا من السعلاة، و الإنسان. قال: و ذكروا أن جرهما كان من نتاج الملائكة و بنات آدم عليه السلام. قال: و كان الملك من الملائكة إذا عصى ربه في السماء أهبط إلى الأرض في صورة رجل، كما صنع بهاروت و ماروت فوقع بعض الملائكة على بعض بنات آدم عليه السلام فولدت جرهما و لذلك قال شاعرهم [3] :
لا هم أن جرهما عبادكا # الناس طرف و هم تلادكا
قال: و من هذا الضرب كانت بلقيس ملكة سبا. و كذلك كان ذو القرنين، كانت أمه آدمية و أبوه من الملائكة و لذلك لما سمع عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه رجلا ينادي رجلا: يا ذا القرنين، قال: أ فرغتم من أسماء الأنبياء فارتفعتم إلى أسماء الملائكة؟انتهى.
و الحق في ذلك أن الملائكة معصومون من الصغائر و الكبائر كالأنبياء عليهم الصلاة و السلام، كما قاله القاضي عياض و غيره. و أما ما ذكروه من أن جرهما كان من نتاج الملائكة و بنات آدم، و كذلك ذو القرنين و بلقيس فممنوع، و استدلالهم بقصة هاروت و ماروت ليس بشيء، فإنها لم تثبت على الوجه الذي أوردوه، بل قال ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما: هما رجلان ساحران كانا ببابل. و قال الحسن: كانا علجين يحكمان بين الناس و يعلمان الناس السحر و لم يكونا من الملائكة لأن الملائكة لا يعلمون السحر. و قرأ ابن عباس و الحسن البصري و ما أنزل على الملكين بكسر اللام. و سيأتي ذكرهما، إن شاء اللّه تعالى، في باب الكاف في الكلب.
و قد اختلف في ذي القرنين و نسبه و اسمه، فقال صاحب ابتلاء الأخيار: اسم ذي القرنين