نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 241
فائدة أخرى
: قال أبو الهيثم: يقال: إن الغراب يبصر من تحت الأرض بقدر منقاره.
و الحكمة في أن اللّه تعالى بعث إلى قابيل، لما قتل أخاه هابيل، غرابا و لم يبعث له غيره من الطير، و لا من الوحش أن القتل كان مستغربا جدا، إذ لم يكن معهودا قبل ذلك فناسب بعث الغراب.
قال اللّه تعالى: وَ اُتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ اِبْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبََا قُرْبََاناً[1] الآيات. قال المفسرون: كان قابيل صاحب زرع، فقرب أرذل ما عنده و أدناه، و كان هابيل صاحب غنم فعمد إلى أفضل كباشه فقربه. و كان دليل القبول أن تأتي نار تأكل القربان، فأخذت النار الكبش الذي قربه هابيل، فكان ذلك الكبش يرعى في الجنة، حتى أهبط إلى إبراهيم عليه الصلاة و السلام في فداء ولده إسماعيل عليه الصلاة و السلام. و كان قابيل أسن ولد آدم عليه الصلاة و السلام.
و روي أن آدم حج إلى مكة و جعل قابيل وصيا على بنيه فقتل قابيل هابيل فلما رجع آدم قال: أين هابيل؟فقال: لا أدري. فقال آدم: اللهم العن أرضا شربت دمه!فمن ذلك الوقت لم تشرب الأرض دما.
ثم إن آدم بقى مائة عام لا يبتسم، حتى جاءه ملك الموت، فقال له: حياك اللّه يا آدم و بياك، قال: و ما بياك؟قال: أضحكك. و روي أن قابيل حمل أخاه هابيل و مشى به حتى أروح، و لم يدر ما يصنع به، فبعث اللّه غرابين، فقتل أحدهما الآخر، ثم بحث في الأرض بمنقاره و دفنه، فاقتدى به قابيل، فكان بعث الغراب حكمة كبرى ليرى ابن آدم كيف المواراة، و هو معنى قوله [2]
تعالى: ثُمَّ أَمََاتَهُ فَأَقْبَرَهُ و روى أنس رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «امتن اللّه تعالى على ابن آدم بالريح بعد الروح و لو لا ذلك ما دفن حبيب حبيبا» .
و قابيل أول من يساق إلى النار من ولد آدم قال [3] اللّه تعالى: رَبَّنََا أَرِنَا اَلَّذَيْنِ أَضَلاََّنََا مِنَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ و هما قابيل و إبليس.
و روى أنس رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم سئل عن يوم الثلاثاء، فقال: «يوم الدم فيه حاضت حواء، و فيه قتل ابن آدم أخاه [4] » . قال مقاتل: و كان قبل ذلك السباع و الطيور تستأنس بآدم، فلما قتل قابيل هابيل، هربت منه الطير و الوحش، و شاكت الأشجار، و حمضت الفواكه، و ملحت المياه، و اغبرت الأرض. و روى أبو داود، عن سعد بن أبي وقاص رضي اللّه تعالى عنه، أنه قال: يا رسول اللّه إن دخل علي إنسان في الفتنة، و بسط إلي يده فقال: «كن كخير ابني آدم» [5] . و تلا هذه الآية.
عجيبة
: نقل القزويني عن أبي حامد الأندلسي أن على البحر الأسود، من ناحية الأندلس، كنيسة من الصخر، منقورة في الجبل، عليها قبة عظيمة و على القبة غراب لا يبرح، و في مقابل القبة مسجد يزوره الناس، يقولون: إن الدعاء فيه مستجاب، و قد شرط على القسيسين ضيافة
[4] رواه البخاري: جنائز 94، إيمان 32، و مسلم: جنائز 27، منافقين 27، و أبو داود: طب 8، و الترمذي صوم 43، و مناقب 20، و ابن ماجة جنائز 65، و ابن حنبل 1/240.