نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 233
بحسب البلاد قال في طبعه: إنه يسرق ما وجد من فضة و ذهب، كما يفعل الفأر و ربما عادى الفأر فقتله، و لكن خوف الفأر من السنور أشد من خوفه منه. قال: و هو كثير الوجود في منازل أهل مصر، قال: و قد حكي من فطنته، أن رجلا صاد فرخا منها و حبسه في قفص بحيث تراه أمه، فلما رأته ذهبت ثم جاءت و في فمها دينار، فألقته بين يديه كأنها تفتدي ولدها فلم يتركه لها، فذهبت و عادت بدينار آخر حتى كمل العدد خمسا، فلما رأت أنه لا يطلقه ذهبت و عادت بخرقة كأنها تشير إلى فراغ حاصلها فلم يكترث بها، فلما رأت ذلك منه عادت إلى دينار منها لتأخذه، فخشي الرجل من ذلك فأطلق لها ولدها. و قد تقدم في باب الجيم في الجرذ حديث ضباعة بنت الزبير، أن المقداد بن الأسود ذهب يقضي حاجته فإذا جرذ يخرج من جحره دينارا ثم دينارا ثم لم يزل كذلك، إلى أن أخرج سبعة عشر دينارا، ثم أخرج خرقة حمراء قد بقي فيها دينار واحد، فكانت ثمانية عشر، فذهب بها إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبره و قال: خذ صدقتها. فقال عليه الصلاة و السلام:
«هل هويت إلى الجحر بيدك؟ [1] » فقال: لا. فقال له عليه الصلاة و السلام: «بارك اللّه لك فيها» . قال الجاحظ: ابن عرس نوع من الفأر و أنشد [2] قول الشمقمق:
فوصفه بكونه أغبش أبلق، و أنه من الفأر. و هو أنواع ثلاثة عشر ستأتي في أماكنها، إن شاء اللّه تعالى. و قال أرسطاطاليس، في نعوت الحيوان، و التوحيدي في الامتاع و المؤانسة: إن الأنثى من بنات عرس، تلقح من أفواهها و تلد من أذنابها. و قال في كفاية المتحفظ: ابن عرس هو السرعوب، و يقال له النمس، و هو غلط. و الذي قبله قريب منه. و الجمع بينه و بين كلام الجاحظ عسر لأن النمس ليس من جنس الفأر، و الصواب ما قاله الجاحظ من أنه نوع من الفأر. و قال الشيخ قطب الدين السنباطي: بنات عرس هي هذه التي في بيوت مصر، و فيما قاله قصور، فإن بنات عرس أنواع كما يأتي عن الرافعي قريبا.
الحكم
: قيل: يحرم أكله لأنه كالفأر، و المشهور حله، بل قال في شرح المهذب: يحل بلا