responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 208

طالب، و هو في ثمان مجلدات ضخمة جدا و باللّه التوفيق.

فائدة أخرى‌

: قوله تعالى: اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ اَلَّذِي خَلَقَ، `خَلَقَ اَلْإِنْسََانَ مِنْ عَلَقٍ [1]

هذه السورة أول ما نزل من القرآن كما ثبت في الصحيحين، من حديث عائشة رضي اللّه تعالى عنها. قيل: وجه المناسبة بين الخلق من علق، و التعليم بالقلم، و تعليم العلم، أن أدنى مراتب الإنسان كونه علقة و أعلاها كونه عالما، فكأنه سبحانه و تعالى امتن على الإنسان، بنقله من أخس المراتب، و هي العلقة، إلى أعلاها، و هي العلم.

قال الزمخشري: فإن قلت: لم قال: من علق و إنما خلق من علقة واحدة، كقوله تعالى من نطفة ثم من علقة؟قلت: لأن الإنسان في معنى الجمع، كقوله تعالى: إِنَّ اَلْإِنْسََانَ لَفِي خُسْرٍ [2] و الأكرم هو الذي له الكمال في زيادة تكرمه على كل كريم، ينعم على عباده النعم التي لا تحصى، و يحلم عليهم فلا يعاجلهم بالعقوبة، مع كفرهم و جحودهم لنعمه، و ركوبهم المناهي، و إطراحهم الأوامر، و يقبل توبتهم و يتجاوز عنهم بعد اقترافهم العظائم. فما لكرمه غاية و لا أمد، و كأنه ليس وراء التكرم بافادة الفوائد العظيمة تكرم، حيث قال: اَلْأَكْرَمُ، `اَلَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ اَلْإِنْسََانَ مََا لَمْ يَعْلَمْ [3] فدل على كمال كرمه، بأنه علم عباده ما لم يعلموا، و نقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم، و نبه على فضل الكتابة، لما فيها من المنافع العظيمة، التي لا يحيط بها إلا هو. و ما دونت العلوم الأول، و لا قيدت الحكم، و لا ضبطت أخبار الأولين و مقالاتهم، و لا كتب اللّه المنزلة إلا بالكتابة. و لو لا هي ما استقامت أمور الدين و الدنيا، و لو لم يكن على دقيق حكمة اللّه و لطيف تدبيره دليل إلا أمر القلم و الخط لكفى به.

فائدة أخرى‌

: سئل شيخ الإسلام الشيخ تقي الدين السبكي رحمه اللّه تعالى عن العلقة السوداء، التي أخرجت من قلب النبي صلى اللّه عليه و سلم في صغره، حين شق فؤاده، و قول الملك هذا حظ الشيطان منك، فأجاب بقوله: تلك العلقة خلقها اللّه تعالى في قلوب البشر قابلة لما يلقيه الشيطان فيها، فأزيلت من قلبه عليه الصلاة و السلام فلم يبق فيه مكان قابل لأن يلقي الشيطان فيه شيئا.

هذا معنى الحديث و لم يكن للشيطان فيه صلى اللّه عليه و سلم حظ قط، و إنما الذي نفاه الملك أمر هو في الجبلات البشرية، فأزيل القابل الذي لم يكن يلزم من حصوله حصول القذف في قلبه عليه الصلاة و السلام. فقيل له: لم خلق اللّه هذا القابل في هذه الذات الشريفة، و كان يمكنه أن لا يخلقه فيها؟ فقال: لأنه من جملة الأجزاء الإنسانية فخلقه تكملة للخلق الإنساني فلا بد منه و نزعه كرامة ربانية طرأت بعده انتهى.

الحكم‌

: يحرم أكل العلق و يجوز بيعه لما فيه من المنفعة و يستثنى بيع القرمز من عدم جواز بيع الحشرات كما تقدم.

فرع‌

: العلقة فيها وجهان: أحدهما أنها نجسة لأنها دم خارج من الرحم كالحيض. و الثاني أنها طاهرة، لأنها دم غير مسفوح، فهي كالكبد و الطحال، نقله أبو حامد عن الصيرفي، و صرح


[1] سورة العلق: آية 1، 2.

[2] سورة العصر: آية 2.

[3] سورة العلق: الآيات 3، 4، 5.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست