responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 170

عقلها بتنكير العرش، و اختبر أمر رجليها بالصرح لتكشف عن ساقيها، و تنكيره بأن يزيد فيه و ينقص منه. و القصة في ذلك مشهورة في كتب التفسير، و لما أسلمت و أذعنت و أقرت على نفسها بالظلم، روي أنه تزوجها وردها إلى ملكها باليمن، و كان يأتيها على الريح في كل شهر مرة، فولدت له غلاما فسماه داود و مات في حياته. و قيل: إنه جعل يعني لما زاد في العرش و نقص منه، مكان الجوهر الأخضر أحمر و مكان الأحمر أخضر، فلما جاءت قيل: أ هكذا عرشك؟قالت: كأنه هو. و قيل: عرفته. و لكنها شبهت عليهم، كما شبهوا عليها، قاله مقاتل.

و قال عكرمة: كانت بلقيس حكيمة لم تقل نعم خوفا من أن تكذب، و لم تقل لا خوفا من التنكيت عليها، بل قالت: كأنه هو، فعرف سليمان كمال عقلها حيث لم تقر و لم تنكر. و قيل: إنه اشتبه عليها أمر العرش، لأنها لما أرادت الشخوص إلى سليمان، دعت قومها و قالت لهم: و اللّه ما هذا ملك، و ما لنا به من طاقة، ثم أرسلت إلى سليمان: إني قادمة عليك بملوك قومي، حتى أنظر ما أمرك، و ما الذي تدعو إليه من دينك. ثم أمرت بعرشها و كان من ذهب و فضة، مرصعا بالياقوت و الجوهر، فجعلته في جوف سبعة أبيات، عليه سبعة أغلاق كما تقدم، و وكلت به حراسا يحفظونه، ثم قالت لمن خلفته على سلطانها: احتفظ بما قبلك لا يخلص إليه أحد، و لا ترينه أحدا حتى آتيك. و شخصت إلى سليمان باثني عشر ألف قيل من أقيال اليمن، تحت كل قيل ألوف كثيرة، فلما جاءت، قيل: أ هكذا عرشك؟فاشتبه عليها أمر العرش، فقالت: كأنه هو. ثم قيل لها: ادخلي الصرح.

قيل: إنه قصر من زجاج كأنه الماء بياضا، و قيل: الصرح الصحن في الدار، و أجرى تحته الماء، و ألقى فيه شيئا كثيرا من دواب البحر، كالسمك و الضفادع و غيرها، ثم وضع سرير سليمان في صدره، فكان الصرح إذا رآه أحد حسبه لجة ماء. قيل: إنه إنما بنى الصرح، لأنه أراد أن ينظر إلى قدميها و ساقيها، من غير أن يسألها كشفها. و قيل: أراد أن يختبر فهمها كما فعلت هي بالوصفاء و الوصائف، و قد تقدم ذكر ذلك في باب الدال المهملة، في الدود. فجلس سليمان عليه السلام على السرير، و دعا بلقيس، فلما جاءت، قيل لها: ادخلي الصرح، فلما رأته حسبته لجة، و هي معظم الماء، و كشفت عن ساقيها لتخوضها إلى سليمان، فنظر سليمان فإذا هي أحسن الناس ساقا و قدما إلا شعر الساقين، فلما رأى سليمان ذلك، صرف بصره عنها و ناداها: إنه صرح ممرد من قوارير و ليس بماء، ثم دعاها إلى الإسلام. و كانت قد رأت حال العرش و الصرح. فأجابت.

و قيل: إنها لما بلغت الصرح و حسبته لجة، قالت في نفسها: إن سليمان يريد أن يغرقني، و كان القتل أهون علي من هذا، فقولها ظلمت نفسي يعني بذلك الظن.

و قيل: إنه عليه السلام لما أراد أن يتزوجها كره ما رأى من كثرة شعر ساقيها، فسأل الإنس ما يذهب هذا؟قالوا: الموسى. قالت: لا تمسني حديدة قط. و كره سليمان الموسى، و قال: إنها تقطع ساقيها، فسأل الجن، فقالوا: لا ندري، فسأل الشياطين، فقالوا: إنا نحتال لك حتى يكونا كالفضة البيضاء، فاتخذوا النورة و الحمام و من يومئذ ظهرت النورة و الحمامات، و لم تكن قبل ذلك.

فلما تزوجها سليمان أحبها حبا شديدا، و أقرها على ملكها، و أمر الجن فابتنوا لها بأرض‌

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست