نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 146
في القائلة، فانتبه بعضهم فإذا هو بحية منطوية على بطن الرجل الذي أخذ الظبي، فقال له أصحابه: ويحك لا تتحرك فلم تنزل الحية عنه حتى كان من الحدث مثل ما كان من الظبي.
ثم روى عن مجاهد، قال: دخل مكة قوم تجار من الشأم في الجاهلية، بعد قصي بن كلاب، فنزلوا بوادي طوى، تحت سمرات يستظلون بها، فاختبزوا على ملة لهم، و لم يكن معهم أدم، فقام رجل منهم إلى قوسه، فوضع عليها سهما ثم رمى به ظبية من ظباء الحرم، و هي حولهم ترعى، فقاموا إليها فسلخوها و طبخوها، ليأتدموا بها، فبينما هم كذلك، و قدرهم على النار تغلى بها، و بعضهم يشوي إذ خرجت من تحت القدر، عنق من النار عظيمة، فأحرقت القوم جميعا و لم تحرق ثيابهم و لا أمتعتهم و لا السمرات التي كانوا تحتها.
الأمثال
: قالوا: «آمن من ظباء الحرم» [1] و قالوا: «ترك الظبي ظله» [2] . و هو كقولهم:
اتركه ترك الغزال ظله، يضرب للرجل النفور. و ظله كناسه الذي يستظل به من شدة الحر. و هو إذا نفر منه لا يعود إليه أبدا. و سيأتي إن شاء اللّه تعالى، في باب الغين أيضا.
الخواص
: قال ابن وحشية: قرنه ينحت و يبخر به البيت يطرد الهوام. و لسانه يجفف في الظل، و يطعم للمرأة السلطة، تزول سلاطتها. و مرارته تقطر في الأذن الوجعة، يزول وجعها.
و بعره و جلده يحرقان و يسحقان، و يجعلان في طعام الصبي، فيأكله فينشأ ذكيا فصيحا حافظا ذلقا. و مسكه يقوي البصر، و ينشف الرطوبات، و يقوي القلب و الدماغ، و يجلو بياض العين و ينفع من الخفقان. و هو ترياق للسموم إلا أنه يورث تصفير الوجه. و من خواص المسك أن استعماله في الطعام يورث البخر.
فصل
: المسك حار يابس، و أجوده الصفدي المجلوب من تبت، إلاّ أنه يضر بالأدمغة الحارة. و دفع ضرره استعماله بالكافور. و توافق رائحته الأمزجة الباردة و الشيوخ. قال الرازي:
لحم الظبي حار يابس، و هو أصلح لحوم الصيد و أجوده الخشف. و هو نافع للقولنج و الفالج و الأبدان الكثيرة الفضول، لكنه يجفف الأعضاء و يدفع ضرره الأدهان و الحوامض، و هو يولد دما حارا و أصلح ما أكل في الشتاء.
فائدة
: نوافج التبتي نوع رقاق و الجرجاري ضده في الرقة و الرائحة، و القينوي متوسط بينهما، و الصنوبري دون ذلك. و يجلب في قوارير متفرقا في نوافجه، و كلما بعد حيوانه عن البحر كان مسكه ألذ و أذكى.
التعبير
: الظبي في المنام امرأة حسناء عربية، فمن رأى أن يملك ظبية بصيد، فإنه يملك جارية بمكر و خديعة، أو يتزوج امرأة. و من رأى أنه ذبح ظبية افتض جارية. و من رمى ظبية لغير الصيد، فإنه يقذف امرأة. و من رمى ظبية و كان عزمه الصيد، نال مالا من امرأة. و من رأى أنه صاد ظبيا أصابته لذاذة في الدنيا، و من رأى أنه أخذ ظبيا نال ميراثا و خيرا كثيرا. و من رأى أنه سلخ ظبية فجر بامرأة. و من رأى ظبيا وثب عليه، فإن امرأته تعصيه في جميع أموره. و قال