responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 144

سنة كالشجرة التي‌ تُؤْتِي أُكُلَهََا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهََا [1] و إذا حصل ذلك الورم مرضت له الظباء، إلى أن يتكامل. و يقال إن أهل التبت يضربون لها أوتادا في البرية، تحتك بها ليسقط عندها. و ذكر القزويني في الأشكال، أن دابة المسك تخرج من الماء كالظباء تخرج في وقت معلوم، و الناس يصيدون منها شيئا كثيرا فتذبح. فيوجد في سررها دم و هو المسك، و لا يوجد له هناك رائحة حتى يحمل إلى غير ذلك الموضع من البلاد انتهى. و هذا غريب!و المعروف ما تقدم.

و في مشكل الوسيط لابن الصلاح، عن ابن عقيل البغدادي، أن النافجة في جوف الظبية، كالأنفحة في جوف الجدي، و أنه سافر إلى بلاد المشرق، حتى حمل هذه الدابة، إلى بلاد المغرب لخلاف جرى فيها، و نقل في كتاب العطر له عن علي بن مهدي الطبري، أحد أئمة أصحابنا، أنها تلقيها من جوفها كما تلقي الدجاجة البيضة انتهى. قلت: و المشهور أنها ليست مودعة في الظبية بل هي خارجة ملتحمة في سرتها كما تقدم و اللّه أعلم.

روى مسلم عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال‌ [2] : «كانت امرأة من بني اسرائيل قصيرة، تمشي مع امرأتين طويلتين، فاتخذت رجلين من خشب، و خاتما من ذهب، وحشته مسكا و المسك أطيب الطيب، فمرت بين المرأتين فلم يعرفوها، فقالت بيدها هكذا و نفض شعبة يده» .

قال النووي: دل الحديث على أن المسك أطيب الطيب و أفضله، و أنه طاهر يجوز استعماله في البدن و الثوب و يجوز بيعه، و هذا كله مجمع عليه. و نقل أصحابنا عن الشيعة فيه، مذهبا باطلا، و هم محجوجون بإجماع المسلمين و بالأحاديث الصحيحة، في استعمال النبي صلى اللّه عليه و سلم، و استعمال الصحابة رضي اللّه تعالى عنهم، قال أصحابنا و غيرهم: و هو مستثنى من القاعدة المعروفة أن ما أبين من حي فهو ميتة. قال: و أما اتخاذ المرأة القصيرة رجلين من خشب حتى مشت بين الطويلتين، فلم تعرف فحكمه في شرعنا أنها إن قصدت به مقصودا شرعيا لتستر نفسها لئلا تعرف فتقصد بالأذى و نحو ذلك فلا بأس به. و إن قصدت به التعاظم أو التشبه بالكاملات، و تزويرا على الرجال و غيرهم، فهو حرام.

فائدة

: روى الدارقطني و الطبراني في معجمه الأوسط، عن أنس بن مالك، و البيهقي في شعبه عن أبي سعيد الخدري، قال: مر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على قوم قد صادوا ظبية و شدوها إلى عمود فسطاط فقالت: يا رسول اللّه إني وضعت و لي خشفان، فاستأذن لي أن أرضعهما ثم أعود إليهم فقال صلى اللّه عليه و سلم: «خلوا عنها حتى تأتي خشفيها ترضعهما و تأتي إليكم» . قالوا: و من لنا بذلك يا رسول اللّه فقال صلى اللّه عليه و سلم: «أنا» فأطلقوها، فذهبت فأرضعتهما ثم عادت إليهم فأوثقوها فقال صلى اللّه عليه و سلم: «أ تبيعونيها» قالوا: هي لك يا رسول اللّه، فخلوا عنها، فأطلقها. و في رواية عن زيد بن أرقم، قال: لما أطلقها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأيتها تسبح في البرية و هي تقول: لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه. و روى الطبراني عن أم سلمة قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الصحراء، فإذا مناد ينادي: يا رسول اللّه، فالتفت فلم ير أحدا، ثم التفت فإذا ظبية موثوقة، فقالت: ادن مني يا رسول اللّه فدنا منها، فقال:

ما حاجتك؟فقالت: إن لي خشفين في هذا الجبل، فحلني حتى أذهب إليهما فأرضعهما ثم أرجع


[1] سورة إبراهيم: آية 25.

[2] رواه مسلم: ألفاظ 19. و ابن حنبل 3-68.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست