نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 142
خالفنا بين يدي اللّه، فنقول: قال اللّه و قال رسول اللّه، و تقول أنت و أصحابك: سمعنا و رأينا فيفعل اللّه بنا و بكم ما يشاء. و الجواب في أن الزنا لا يقبل فيه إلا أربعة طلبا للستر، و في أن الحائض لا تقضي الصلاة دفعا للمشقة، لأن الصلاة متكررة في اليوم و الليلة خمس مرات، بخلاف الصوم، فإنه في السنة مرة و اللّه أعلم.
و جعفر الصادق هو جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنهم أجمعين. و جعفر أحد الأئمة الاثني عشر، على مذهب الإمامية، من سادات أهل البيت. و لقب الصادق لصدقه في مقالته. و له مقال في صنعة الكيمياء و الزجر و الفأل و تقدم في باب الجيم، في الجفرة. عن ابن قتيبة أنه قال في كتابه أدب الكاتب: إن كتاب الجفر جلد جفرة كتب فيه الإمام جعفر الصادق لأهل البيت كل ما يحتاجون إلى علمه، و كل ما يكون إلى يوم القيامة. و كذا حكاه ابن خلكان عنه أيضا.
و كثير من الناس ينسبون كتاب الجفر إلى علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه و هو و هم، و الصواب أن الذي وضعه جعفر الصادق كما تقدم. و أوصى جعفر ابنه موسى الكاظم فقال: يا بني احفظ وصيتي تعش سعيدا، و تمت شهيدا، يا بني إن من قنع بما قسم له استغنى، و من مد عينيه إلى ما في يد غيره مات فقيرا، و من لم يرض بما قسم اللّه له اتهم اللّه في قضائه، و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره، و من استعظم زلة نفسه استصغر زلة غيره. يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، و من سل سيف البغي قتل به، و من احتفر لأخيه بئرا سقط فيها، و من داخل السفهاء حقر، و من خالط العلماء وقر، و من دخل مداخل السوء اتهم. يا بني قل الحق لك أو عليك، و إياك و النميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال. يا بني إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه.
و روي أنه قيل لجعفر الصادق: ما بال الناس في الغلاء يزداد جوعهم، بخلاف العادة في الرخص؟فقال: لأنهم خلقوا من الأرض و هم بنوها، فإذا أقحطت أقحطوا، و إذا أخصبت أخصبوا. ولد جعفر رحمة اللّه عليه سنة ثمانين من الهجرة، و قيل سنة ثلاث و ثمانين و توفي سنة ثمان و أربعين و مائة.
و في الحديث أن النبي صلى اللّه عليه و سلم مر هو و أصحابه و هم محرمون بظبي واقف في ظل شجرة فقال:
يا فلان لأحد أصحابه «قف هاهنا، حتى يمر الناس لا يريبه أحد بشيء» ، أي لا يتعرض له. و في المستدرك عن قبيصة بن جابر الأسدي، قال [1] : «كنت محرما، فرأيت ظبيا فرميته فأصبته فمات، فوقع في نفسي من ذلك شيء، فأتيت عمر أسأله، فوجدت إلى جنبه رجلا أبيض رقيق الوجه، و إذا هو عبد الرحمن بن عوف فسألت عمر فالتفت إلى عبد الرحمن، فقال: ترى شاة تكفيه؟قال:
نعم، فأمرني أن أذبح شاة» . فلما قمنا من عنده قال صاحب لي: إن أمير المؤمنين لم يحسن أن يفتيك حتى سأل الرجل!فسمع عمر بعض كلامه، فعلاه بالدرة ضربا، ثم أقبل علي ليضربني، فقلت: يا أمير المؤمنين إني لم أقل شيئا إنما هو قاله، فتركني ثم قال: أردت أن تفعل الحرام