responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 114

«كمجير أم عامر» فقال: كان من حديثه أن قوما خرجوا إلى الصيد، في يوم حار، فبينما هم كذلك إذ عرضت لهم أم عامر و هي الضبع، فطردوها فاتبعتهم حتى ألجئوها إلى خباء أعرابي، فاقتحمته. فخرج إليهم الأعرابي فقال: ما شأنكم؟فقال: صيدنا و طريدتنا، قال: كلا و الذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي. قال: فرجعوا و تركوه، فقام إلى لقحة له فحلبها و قرب إليها ذلك، و قرب إليها ماء، فأقبلت مرة تلغ من هذا و مرة تلغ من هذا حتى عاشت و استراحت، فبينما الأعرابي نائم في جوف بيته، إذ و ثبت عليه فبقرت بطنه، و شربت دمه، و أكلت حشوته و تركته. فجاء ابن عم له فوجده على تلك الصورة، فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فقال: صاحبتي و اللّه، و أخذ سيفه و كنانته و اتبعها، فلم يزل حتى أدركها فقتلها و أنشأ يقول:

و من يصنع المعروف من غير أهله # يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر

أدام لها حين استجارت بقربه # قراها من البان اللقاح الغزائر

و أشبعها حتى إذا ما تملأت # فرته بأنياب لها و أظافر

فقل لذوي المعروف هذا جزاء من # غدا يصنع المعروف مع غير شاكر

و من الأمثال: قال الميداني: قالوا: «ما يخفى هذا على الضبع» يضرب للشي‌ء يتعالمه الناس، و الضبع أحمق الدواب.

الخواص‌

: قال صاحب عين الخواص: الضبع تجذب الكلاب كما يجذب المغناطيس الحديد. و ذلك أنه إذا كان كلب على سطح في ليلة مقمرة مضيئة و وطئت الضبع ظله في الأرض، يقع الكلب من السطح فتأكله الضبع. و شحم الضبع، إذا طلي به الجسد أمن من مضرة الكلاب، و مرارتها، إذا يبست، و سقي امرأة منها قدر نصف دانق، أبغضت المجامعة و ذهبت منها الشهوة. و إذا اتخذ من جلد الضبع منخل، و نخل به البزور، و زرعت لا يضره الجراد، ذكر ذلك كله محمد بن زكريا الرازي، في كتبه انتهى.

قال عطارد بن محمد: الضبع تهرب من عنب الثعلب، فإذا طلي بعصارته الجسد أمن من مضرة الضبع، و جلد الضبع إذا أمسكه إنسان، لم تنبح عليه الكلاب. و مرارتها يكتحل بها تنفع من ظلمة البصر، و الماء في العين و تحد البصر و تقويه، و عينها اليمنى تقلع و تنقع في الخل سبعة أيام، ثم تخرج منه و تجعل تحت فص خاتم، فمن لبسه لم يخف سحرا و لا عينا ما دام لا بسه، و من كان به سحر، فغسل ذلك الخاتم بماء، ثم يسقى منه فإن السحر يذهب عنه. و هو نافع للربط و غيره من أنواع السحر، و رأس الضبع، إذا جعل في برج حمام، كثر فيه الحمام، و لسانها، من أمسكه بيده اليمنى لم تنبح عليه الكلاب و لم تؤذه، و حذاق العيارين يفعلون ذلك.

و من خاف الضباع، فليأخذ بيده أصلا من أصول العنصل‌ [1] ، فإنها تهرب منه. و إذا بخر الصبي العليل سبعة أيام بشعر قفا الضبع، فإنه يبرأ. و إذا سقيت المرأة قضيب الضبعان مسحوقا، و هي لا تعلم أذهب عنها شهوة الجماع. و من علق عليه قطعة من فرجها صار محبوبا


[1] العنصل: البصل البرّي.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست