responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 95

خلافة مروان بن الحكم‌

ثم قام بالأمر بعده مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. بويع له بالخلافة بالجابية، ثم دخل الشام فأذعن أهلها له بالطاعة، ثم دخل مصر بعد حروب كثيرة فبايعه أهلها. و كان يقال له ابن الطريد، لأن النبي صلى اللّه عليه و سلم، كان قد طرد أباه إلى الطائف، فرده عثمان رضي اللّه تعالى عنه حين ولي كما تقدم قريبا. و توفي مروان سنة خمس و ستين، و ثبت عليه زوجته، لكونه شتمها فوضعت على وجهه مخدة كبيرة، و هو نائم، و قعدت هي و جواريها فوقها حتى مات.

و كان قد لحق النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو صبي و ولي نيابة المدينة مرات، و هو قاتل طلحة أحد العشرة رضي اللّه تعالى عنهم. و كان كاتب السر لعثمان رضي اللّه تعالى عنه، و بسببه جرى عليه ما جرى.

و كانت خلافته عشرة أشهر و كان عمره ثلاثا و ثمانين سنة. روى الحاكم في كتاب الفتن و الملاحم من المستدرك، عن عبد الرحمن بن عوف رضي اللّه تعالى عنه. قال: «كان لا يولد لأحد مولود إلا أتي به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فيدعو له فأدخل عليه مروان بن الحكم، فقال‌ [1] : «هو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون» . ثم قال صحيح الإسناد.

ثم روي أيضا عن عمرو بن مرة الجهني، و كانت له صحبة، أن الحكم بن أبي العاص، استأذن على النبي صلى اللّه عليه و سلم، فعرف صوته فقال‌ [2] : «ائذنوا له عليه و على من يخرج من صلبه لعنة اللّه إلا المؤمن منهم و قليل ما هم يترفهون في الدنيا، و يضيعون في الآخرة ذوو مكر و خديعة يعطون في الدنيا و ما لهم في الآخرة من خلاق» . و سيأتي هذا إن شاء اللّه تعالى في باب الواو في لفظ الوزغ.

خلافة عبد الملك بن مروان‌

ثم قام بالأمر بعده ابنه عبد الملك. بويع له بالخلافة يوم موت أبيه مروان، و هو أول من سمي بعبد الملك في الإسلام، و أوّل من ضرب الدراهم و الدنانير بسكة الإسلام. و كان على الدنانير نقش بالرومية، و على الدراهم نقش بالفارسية. قلت: و لهذا سبب و هو أني رأيت في كتاب المحاسن و المساوي، للإمام إبراهيم بن محمد البيهقي ما نصه قال الكسائي: دخلت على الرشيد ذات يوم، و هو في ديوانه، و بين يديه مال كثير، قد شق عنه البدر شقا. و أمر بتفريقه في خدمه الخاصة، و بيده درهم تلوح كتابته، و هو يتأمله و كان كثيرا ما يحدثني، فقال: هل علمت أول من سن هذه الكتابة في الذهب و الفضة؟قلت: يا سيدي هو عبد الملك بن مروان. قال: فما كان السبب في ذلك؟قلت: لا علم لي، غير أنه أوّل من أحدث هذه الكتابة. فقال: سأخبرك كانت القراطيس للروم و كان أكثر من بمصر نصرانيا على دين ملك الروم، و كانت تطرز بالرومية، و كان طرازها أبا و ابنا و روحا، فلم يزل ذلك كذلك صدر الإسلام كله، يمضي على ما كان عليه، إلى


[1] رواه أبو داود في الطلاق: 34. و ابن حنبل: 1/59، 65، 69.

[2] رواه أحمد: 4/5.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست