responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 59

الشيطان بري و قال: المؤمن شريف ظريف، لطيف لا لعان و لا نمام، و لا مغتاب و لا قتات، و لا حسود و لا حقود، و لا بخيل و لا مختال، يطلب من الخيرات أعلاها، و من الأخلاق أسناها، إن سلك مع أهل الآخرة، كان أورعهم، غضيض الطرف سخي الكف، لا يرد سائلا و لا يبخل بنائل، متواصل الأحزان، مترادف الإحسان، يزن كلامه و يحرس لسانه، و يحسن عمله، و يكثر في الحق أمله، متأسف على ما فاته من تضييع أوقاته، كأنه ناظر إلى ربّه مراقب لما خلق له لا يرد الحق على عدوّه، و يبطل الباطل من صديقه، كثير المعونة قليل المئونة، يعطف على أخيه عند عسرته لما مضى من قديم صحبته فهذه صفات المؤمنين، الخالصين الموحدين لرب العالمين.

و كان رجل من عباد اللّه الصالحين الموحدين يصحب إبراهيم‌ [1] بن أدهم رضي اللّه تعالى عنه، فقال له: علمني اسم اللّه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، و إذا سئل به أعطى فقال: قل هذه الكلمات صباحا و مساء فإنه ما دعا بهن خائف، إلا أمن و لا سائل إلا أعطاه اللّه مسألته و هي هذه الكلمات: يا من له وجه لا يبلى و نور لا يطفى، و اسم لا ينسى، و باب لا يغلق، و ستر لا يهتك، و ملك لا يفنى، أسألك و أتوسل إليك بجاه محمد صلى اللّه عليه و سلم أن تقضي حاجتي و تعطيني مسألتي.

و قال بعض العلماء: اسم اللّه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، و إذا سئل به أعطى هو لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت اللّه الأحد، اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، الحنّان المنّان، بديع السموات و الأرض، يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم.

و سئل الإمام النووي رحمه اللّه تعالى، عن اسم اللّه الأعظم ما هو، و في أي سورة هو؟ فأجاب رضي اللّه تعالى عنه: فيه أحاديث كثيرة ففي سنن ابن ماجة، و غيره عن أبي أمامة رضي اللّه تعالى عنه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: «في ثلاث سور في البقرة و آل عمران و طه» . قال بعض الأئمة المتقدمين: هو الحي القيوم، لأنه في البقرة، في آية الكرسي، و في أول آل عمران، و في طه في قوله‌ [2] تعالى: وَ عَنَتِ اَلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ اَلْقَيُّومِ . و هذا استنباط حسن و اللّه أعلم.

و قد ثبت في صحيح مسلم رضي اللّه عنه عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم‌ [3]

قال: «لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل» قيل: يا رسول اللّه ما الاستعجال؟قال: «يقول قد دعوت فلم يستجب لي، فيستحسر عند ذلك و يدع الدعاء» .

فائدة: فيمن يستجاب دعاؤهم قطعا: المضطر، و المظلوم مطلقا، و لو كان فاجرا أو كافرا، أو الوالد على ولده، و الإمام العادل، و الرجل الصالح، و الولد البار بوالديه، و المسافر حتى يرجع، و الصائم حتى يفطر، و المسلم للمسلم ما لم يدع بظلم، أو قطيعة رحم، أو يقل دعوت فلم أجب.

و من الفوائد المجربة:

العظيمة البركة، الكثيرة الخير، لقضاء الحوائج، و تفريج الهم و الغم، و هي من الأسرار المخزونة المكنونة، كما قاله شيخنا اليافعي: أن تقرأ بعد صلاة العشاء،


[1] هو إبراهيم بن أدهم بن منصور التميمي البلخي، زاهد مشهور، مات سنة 161 هـ-.

[2] سورة طه: الآية 111.

[3] رواه مسلم في الذكر: 92.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست