نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 494
عاشت من وقتها، و إذا بخر البيت بورق القرع أو كندس أو سليخة ذهب منه الذباب، و إذا طبخ ورق القرع ورش به البيت أو الحيطان لم يقع فيه ذباب انتهى.
صفة طلسم لمنع الذباب:
يؤخذ كندس جديد و زرنيخ أصفر أجزاء متساوية، يسحقان و يعجنان بماء بصل الفار، و يدهن و يعمل منه تمثال و يوضع على المائدة، فلا يقربها ذباب ما دام عليها و إذا وضع على باب البيت باقة من الحشيشة التي يقال لها سادريون، فلا يدخل البيت ذباب ما دامت الباقة معلقة على الباب، و إذا أخذت الذباب الكبير فقطعت رءوسهن، و حككت بجسدهن موضع الشعرة التي تنبت في الجفن، حكا شديدا فإنه يذهبها أصلا، و هو عجيب مجرب، و إذا أخذت ذبابة و جعلت في خرقة كتان و ربطت بخيط و وسع الربط عليها و علقت على من يشتكي عينه سكن ألمه، و تعلق في عنقه أو عضده. و إن شدخ الذباب و ضمد به العين الوارمة أبرأها. و قال محمد بن زكريا القزويني: رأيت في كتب الطبيعيات الرومية إذا علقت ذبابة حية على من يشتكي ضرسه برئ. و من عضه كلب فليستر وجهه عن الذباب، فإن ذلك مما يؤذيه و اللّه أعلم.
التعبير:
الذباب في المنام خصم ألد و جيش ضعيف، و ربما دل اجتماعه على الرزق الطيب، و ربما دل على الداء و الدواء للحديث المتقدم. و ربما دلت رؤيته على الأعمال السيئة و الوقوع فيما يوجب التقريع لقوله تعالى: إِنَّ اَلَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبََاباً وَ لَوِ اِجْتَمَعُوا لَهُ إلى قوله: ضَعُفَ اَلطََّالِبُ وَ اَلْمَطْلُوبُ[1] .
الذر:
النمل الأحمر الصغير واحدته ذرة. قال تعالى: إِنَّ اَللََّهَ لاََ يَظْلِمُ مِثْقََالَ ذَرَّةٍ[2] أي لا يبخس و لا ينقص أحدا من ثواب عمله مثقال ذرة، أي وزن ذرة. سئل ثعلب عنها فقال: إن مائة نملة وزن حبة. و الذرة واحدة منها و قيل: إن الذرة ليس لها وزن. و يحكى أن رجلا وضع خبزا حتى علاه الذر و ستره ثم وزنه فلم يزد شيئا. و قيل: الدر اجزاء الهباء في الكوة، و كل جزء منه ذرة و لا يكون لها وزن. و في صحيح مسلم و غيره من حديث أنس رضي اللّه تعالى عنه، في شفاعة النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم القيامة: «ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا اللّه و كان في قلبه من الخير ما يزن ذرة» . صحفها [3] شعبة بن بسطام، و قال: مثقال ذرة بضم الذال و تخفيف الراء و قال العبدري: إنما قال درة بالدال المهملة و تشديد الراء واحدة الدر و هو تصحيف التصحيف. قال ابن بطة من الحنابلة في تفسير الآية: مثقال مفعال من الثقل، و الذرة النملة الصغيرة الحمراء، و هي أصغر ما يكون إذا مر عليها حول لأنها تصغر و تحرى كما تفعل الأفعى. تقول العرب أفعى حارية و هي أشدها سما قال امرؤ القيس:
من القاصرات الطّرف لو دبّ محول # من الذّر فوق الأتب منها الأثّرا [4]
المحول الذي أتى عليه حول و الأتب ثوب تلقيه المرأة في عنقها بلا كم و لا جيب و قال حسان: