نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 445
فأغرق اللّه عز و جل الذين كانوا معه، و أنجاه. فأقبل الغلام يمشي على وجه الماء حتى أتى الملك فتحير الملك في نفسه، فقال له الغلام: أ تريد أن تقتلني؟قال: نعم. قال: إنك لا تقدر على ذلك حتى تصلبني و ترميني بسهم من كنانتي و تقول إذا رميتني: بسم اللّه رب هذا الغلام بعد أن تجمع الناس في صعيد واحد. قال: فجمع الملك الناس في صعيد واحد و أمر بالغلام أن يصلب فصلب، و أخذ الملك سهما من كناية الغلام و قال: بسم اللّه رب هذا الغلام و رماه فوقع السهم في صدغه فقتله و وضع الغلام يده على صدغه فقال الناس: آمنا برب هذا الغلام. فقيل للملك:
إنك جزعت حين خالفك ثلاثة، فهذا العالم كلهم قد خالفوك فأمر بالأخدود، فخد أخدودا ثم ألقي فيه الحطب و النار ثم جمع الناس و قال لهم: من رجع عن دينه تركناه، و من لم يرجع ألقيناه في هذه النار. فجعل يلقيهم في ذلك الأخدود. فذلك قوله [1] تعالى: قُتِلَ أَصْحََابُ اَلْأُخْدُودِ `اَلنََّارِ ذََاتِ اَلْوَقُودِ زاد مسلم فأتى بامرأة لتلقى في النار و معها صبي رضيع، فجزعت فقال لها:
الغلام يا أماه لا تجزعي فإنك على الحق. و ذكر ابن قتيبة أن الغلام الرضيع، كان عمره سبعة أشهر. قال الترمذي و إن الغلام أخرج في زمان عمر رضي اللّه تعالى عنه و يده على صدغه كما وضعها حين قتل.
و ذكر صاحب السيرة محمد بن إسحاق فيها أن اسمه عبد اللّه بن التامر. و أن رجلا من أهل نجران حفر خربة في زمن عمر رضي اللّه تعالى عنه في بعض حاجته، فوجده تحت الردم قاعدا واضعا يده على ضربة في صدغه، و في يده خاتم مكتوب عليه «ربي اللّه» فكتبوا بذلك إلى عمر رضي اللّه تعالى عنه فكتب إليهم أن أقروه على حاله ففعلوا. قال السهيلي. و يصدقه قوله [2]
عز و جل وَ لاََ تَحْسَبَنَّ اَلَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اَللََّهِ أَمْوََاتاً الآية و قوله صلى اللّه عليه و سلم: «إن اللّه حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» . خرجه [3] أبو داود و ذكر أبو جعفر الداودي هذا الحديث بزيادة ذكر الشهداء و العلماء و المؤذنين، قال: و هي زيادة غريبة، لكن الداودي من أهل الثقة و العلم.
انتهى قال ابن بشكوال و كان اسم ذلك الملك يوسف ذا نواس، و كان بنجران و كان ملك حمير و ما حوله، و قيل اسمه زرعة ذو نواس، و كان على دين اليهودية قاله السمرقندي. و الوقعة كانت قبل مبعث النبي صلى اللّه عليه و سلم بسبعين سنة، و كان اسم ذلك الراهب قيتمون، قاله ابن بشكوال.
و في المثل السائر: «فلان أكذب من دبّ و درج» [4] . قال الجوهري: معناه أكذب الأحياء و الأموات، لأنهم يدرجون في الأكفان و روى الترمذي الحكيم، عن زيد بن أسلم أن الأشعريين أبا موسى و أبا مالك و أبا عامر رضي اللّه تعالى عنهم في نفر منهم لما هاجروا قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قد أرملوا من الزاد، فأرسلوا قاصدهم إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم يسأله، فلما انتهى إليه سمعه يقرأ [5]وَ مََا مِنْ دَابَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ إِلاََّ عَلَى اَللََّهِ رِزْقُهََا فقال الرجل: ما الأشعريون بأهون