responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 361

حتى يجب الغسل من ولوغه و سائر أجزائه سبعا إذا تولد بين كلب و ذئب. و كما يتبع الأخس في الأنكحة حتى إذا تولد بين كتابي و وثني لم تحل مناكحته، و قد خالفوا هذا الأصل في باب الجزية، فقالوا: يعقد للمتولد بين كتابي و وثني، و في الديات ألحقوه بأكثرهما دية، و هو الأصح المنصوص.

و قيل: يتبع أقلهما دية. و قيل يعتبر بالأب. و هذه الأقوال حكاها الرافعي في باب الغرة و في الحج جعلوه تابعا للأغلظ تكليفا، حتى لو قتل متولدا بين ظبي و شاة وجب عليه الجزاء، و عكسوا ذلك في الزكاة، فلم يوجبوها في المتولد بين الأهلي و الوحشي، و في إيجابها في المتولد بين انسيين كبقرة و جاموس نظر. و جعلوه تابعا لأشرفهما دينا، حتى لو كان أحد الأبوين مسلما عند العلوق، أو أسلم قبل بلوغه حكم بإسلام الصغير تبعا و جعلوه تابعا للأم في الرق و الحرية، أعني ما دام حملا، إلا في المستولدة و المغرور بحريتها. و جعلوه تابعا للأب في النسب مطلقا، لأن النسب يعتبر بالآباء دون الأمهات. و استثنوا من ذلك أولاد بنات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإنهم ينسبون إليه، دون أولاد بنات غيره، و هذا من خصائصه صلى اللّه عليه و سلم. و جعلوا ولد الزنا مقطوع النسب عن أبيه. و المنفي ليس كذلك لأنه لو استحلفه لحقه و لم يتعرضوا للتبعية في بابي الأضحية و العقيقة و الاحتياط اعتبار أكثر السنين فيه، حتى لو تولد بين ضأن و معز اشترط لإجزائه في الأضحية طعنه في السنة الثالثة اعتبارا بأكثر الأبوين سنا، و هو المعز و لم يتعرضوا أيضا له في الربويات و فائدته أنه هل يجعل جنسا برأسه، حتى يباع لحمه بلحم أي الأبوين كان مفاضلة، أو يجعل كالجنس الواحد احتياطا فيحرم التفاضل؟ و هذا هو الأقرب اعتبار الضيق باب الربا. و لم يتعرضوا له أيضا في السلم و القرض حتى لو أقرضه حيوانا متولدا بين حيوانين، أو أسلم إليه في لحمه أو لحم ضأن أو معز، فأتاه بلحم متولد بين ضأن و معز فالمتجه عدم جواز قبوله، لأنه نوع آخر و الاستبدال عن النوع، بنوع آخر لا يجوز على الصحيح. و لم يتعرضوا له أيضا في الشركة و الوكالة و القراض، كل ذلك لندوره و المتجه المنع في الجميع لأن هذه العقود إنما تصح فيما يعم وجوده و لو أوصى لرجل بشاة فأعطاه الوارث متولدا بين ضأن و معز لم يجبر على القبول، لأن الوصية إنما تحمل على المتعارف و اللّه تعالى أعلم.

الأمثال:

قالوا: «فلان أكفر من حمار» [1] و هو رجل من عاد كان يقال له حمار بن مويلع، و قيل هو حمار بن مالك بن نصر الأزدي كان مسلما، و كان له واد طوله مسيرة يوم في عرض أربعة فراسخ، لم يكن ببلاد العرب أخصب منه، و فيه من كل الثمار فخرج بنوه يوما يتصيدون، فأصابتهم صاعقة فهلكوا فكفر و قال: لا أعبد من فعل هذا ببني. و دعا قومه إلى الكفر، فمن عصاه قتله، فأهلكه اللّه و أخرب واديه فضربت العرب به المثل في الكفر. قال الشاعر:

أ لم تر أن حارثة بن بدر # يصلي و هو أكفر من حمار

الخواص:

قال ابن وحشية و ابن السويدي و غيرهما: النظر إلى أعين الحمر الوحشية يديم صحة العين، و يمنع نزول الماء إليها بخاصة عجيبة أودعها اللّه فيها، و الاكتحال بمرارتها يحد البصر و يزيل ظلمته و يمنع من ابتداء نزول الماء في العين. و أكل سمين لحمها ينفع من مرض المفاصل و يزيله، و لحمها أيضا ينفع من النقرس نفعا بينا و شحمها إذا طلي به الكلف أزاله و مرارتها تنفع


[1] جمهرة الأمثال: 2/147.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست