الفطحل على وزن الهزبر زمن لم يخلق فيه الناس و كانت الحجارة فيه رطبة.
الحسيل:
ولد البقرة الأهلية لا واحد له من لفظه. و الأنثى حسيلة. كذا قاله الجوهري و هو و هم و الصواب الحسيل أولاد البقر واحده حسيلة لأنه سمع له واحد من لفظه. و في كفاية المتحفظ: الحسيلة البقرة و جمعها حسائل.
حسون:
عصفور ذو ألوان، بحمرة و صفرة و بياض و سواد و زرقة و خضرة، يسميه أهل الأندلس أبا الحسن، و المصريون أبا زقاية و ربما أبدلوا الزاي سينا، و هو يقبل التعليم فيعلم أخذ الشيء من يد الإنسان المتباعد و يأتي به إلى مالكه. و هو داخل في عموم العصافير. و سيأتي إن شاء اللّه تعالى في باب العين المهملة.
الحشرات:
صغار دواب الأرض و صغار هوامها. الواحدة حشرة بالتحريك. و ابن أبي الأشعث يسمي جميع هذا الحيوان الأرضي، لأنه لا يفارقها إلى الهواء، و لا إلى الماء و هو يأوي في حجرته، و يركز في بطنها و لا يحتاج إلى شرب الماء، و لا إلى شم النسيم. و هو قرين الأفاعي و الحيات و الجرذان الأهلية و البرية، و اليربوع و الضب و الحرذون و القنفذ و العقرب و الخنفساء و الوزغ و النمل و الحلم، و أنواع أخرى، سيأتي منها ما لم يتقدم له ذكر.
فائدة:
قوله [3] تعالى: أُولََئِكَ يَلْعَنُهُمُ اَللََّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اَللاََّعِنُونَ قال مجاهد: اللاعنون الحشرات و البهائم، يصيبهم الجدب بذنوب علماء السوء الكاتمين، فيلعنونهم. رواه ابن ماجة مرفوعا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم. فإن قيل: كيف جمع ما لا يعقل جمع من يعقل؟فالجواب أنه أسند إليهم فعل من يعقل كما قال: رَأَيْتُهُمْ لِي سََاجِدِينَ[4] . و لم يقل ساجدات. و كقوله [5] تعالى:
وَ قََالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنََا و قال ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما. اللاعنون كل المخلوقات ما عدا الجن و الإنس. و قيل ما عدا الملائكة فقط.
الحكم:
يحرم أكل الحشرات، و لا يصح بيعها لعدم النفع بها. و به قال الإمام أحمد و أبو حنيفة و داود. و قال مالك: إنها حلال لقوله [6] تعالى: قُلْ لاََ أَجِدُ فِي مََا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلىََ طََاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاََّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً الآية. و لحديث التلب بن ثعلبة بن ربيعة التميمي قال:
«صحبت النبي صلى اللّه عليه و سلم فلم أسمع لحشرة الأرض تحريما» . رواه أبو داود و التلب بتاء مثناة من فوق مفتوحة ثم لام مكسورة ثم باء ثالثة الحروف. و قال شعبة الثلب بثاء مثلثة و في سنن أبي داود، في كتاب العتاق، عن أحمد أنه قال: كان شعبة ألثغ لم يبين التاء من الثاء. و كذلك قال الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر، ثم قال: و كان التلب يكنى أبا الملقام، روى عنه ابنه ملقام أنه أتى