responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 261

الماء ظلمات. ثم انقطع علم الخلائق عما تحت الظلمات. هكذا نقله القاضي شهاب الدين بن فضل، في كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأبصار في الجزء الثالث و العشرين منه.

فائدة أخرى:

روى مسلم في كتاب الظهار و النسائي في عشرة النساء، عن ثوبان: «إن أهل الجنة، حين يدخلونها، ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها، و يأكلون من زيادة كبد الحوت‌ [1] » و روى هناد بن السري و ابن إسحاق بإسناد حسن: «إن الشهداء حين يدخلون الجنة يخرج عليهم حوت و ثور من الجنة لغدائهم فيلعبان حتى إذا كثر عجبهم منهما طعن الثور الحوت بقرنه فبقره لهم كما يذبحون، ثم يروحان عليهم أيضا لعشائهم فيلعبان فيضرب الحوت الثور بذنبه فيبقره كما يذبحون» . قال السهيلي: و في هذا الحديث من باب التفكر و الاعتبار، أن الحوت لما كان عليه قرار هذه الأرض و هو حيوان سابح استشعر أهل هذه الدار أنهم في منزل قلعة و بوار، و ليست بدار قرار. فإذا نحر لهم قبل أن يدخلوا الجنة فأكلوا من كبده كان في ذلك أشعار لهم بالراحة من دار الزوال و إنهم قد صاروا إلى دار القرار كما يذبح لهم الكبش الأملح على الصراط، ليعلموا أنه لا موت و لا فناء. و أما الثور فهو آلة الحرث و أهل الدنيا لا يخلون من أحد هذين الحرثين: حرث لدنياهم و حرث لأخراهم. ففي نحر الثور هنالك إشعار براحتهم من الكدين و ترفيههم من نصب الحرثين.

فائدة أخرى:

روى‌ [2] البخاري في بدء الخلق عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «الشمس و القمر يكوران يوم القيامة» .

انفرد به البخاري و قد رواه الحافظ أبو بكر البزار بأبسط من هذا السياق فقال: حدثنا إبراهيم بن زياد البغدادي حدثنا يونس بن محمد حدثنا عبد العزيز بن المختار عن عبد اللّه الداناج قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن زمن خالد بن عبد اللّه القسري، في هذا المسجد، مسجد الكوفة، و جاء الحسن فجلس إليه فحدث عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إن الشمس و القمر ثوران في النار يوم القيامة» . فقال الحسن: و ما ذنبهما؟فقال: أحدثك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تقول و ما ذنبهما؟!ثم قال البزار: و لا يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه. و لم يرو عبد اللّه الداناج عن أبي سلمة سوى هذا الحديث. و روى الحافظ أبو يعلى الموصلي من طريق درست بن زياد، عن يزيد الرقاشي، و هما ضعيفان، عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «الشمس و القمر ثوران عقيران في النار» . و قال كعب الأحبار: [3] : يجاء بالشمس و القمر يوم القيامة كأنهما ثوران عقيران فيقذفان في جهنم ليراهما من عبدهما. كما قال‌ [4] تعالى:

إِنَّكُمْ وَ مََا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ الآية. و خرج أبو داود الطيالسي عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «إن الشمس و القمر ثوران عقيران في النار» . و في نهاية الغريب، قيل لما وصفهما اللّه تعالى بالسباحة في قوله‌ [5] تعالى: وَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ثم أخبر سبحانه و تعالى على بجعلهما في


[1] رواه مسلم في الحيض: 34.

[2] رواه البخاري في بدء الخلاق: 4-45.

[3] كعب الأحبار، هو كعب بن ماتع بن ذي هجن الحميري، تابعي، أسلم زمن أبي بكر، مات سنة 32 هـ-.

[4] سورة الأنبياء: الآية 98.

[5] سورة يس: الآية 40.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست