responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 142

لقاءه، و كان مستقلا بالأمور في العراق، متمكنا من الخلافة، يتولى الأمور بنفسه. و ما زال في عز و جلالة، و استظهار و سعادة، أظهر القسي و البندق و الحمام في أيامه و هو أطول بني العباس خلافة و كان له عيون على كل سلطان، يأتونه بالأخبار. و يحكى أن بعض الكبار كان يعتقد فيه أن له كشفا، و اطلاعا على المغيبات و في آخر أيامه أصابه الفالج بقي معه سنتين و ذهب عنه و كان فيه عسف للرعية.

خلافة الظاهر بأمر اللّه بن الناصر لدين اللّه‌

ثم قام بالأمر بعده، ابنه محمد الظاهر بأمر اللّه بن الناصر لدين اللّه. بويع له بالخلافة يوم موت أبيه، فعمل عزاءه ثلاثة أيام و أحسن إلى الناس و أبطل المكوس و أزال المظالم، و أرسل الخلع إلى أولاد الملك العادل أبي بكر بن أيوب، ثم إن حاجبه قرايغدي بلغه أنه يريد قتله، فهجم عليه و امسكه و أشهد عليه بالخلع، و قتله فعمل له العزاء في البلاد كلها لأجل إحسانه إليهم. و كان ذلك في سنة أربعين و ستمائة، و هو ابن ثلاثين سنة. و كانت خلافته ثماني عشرة سنة. هكذا لقيت هذه الترجمة في النسخة التي نقلت منها و فيها تخليط لأنها تحتوي على بعض ترجمة الظاهر بأمر اللّه و بعض ترجمة المستنصر باللّه و أظن أن ذلك من الناسخ. و هذه ترجمة كل واحد منهما على حدته و اللّه الموفق.

فالظاهر بأمر اللّه، هو أبو النصر محمد بن الناصر لدين اللّه أبي العباس أحمد بن المستضي‌ء بنور اللّه حسن بن أبي الحسن المستنجد باللّه أبي المظفر يوسف بن المقتفي لأمر اللّه أبي عبد اللّه محمد العباسي. كان أبوه قد خطب له بولاية العهد، فلما توفي تسلم الخلافة، و بايعه الكبار في يوم موته.

و كان مولد في سنة إحدى و سبعين و خمسمائة و وفاته في ثالث عشر رجب سنة ثلاث و عشرين و ستمائة، و له اثنتان أو ثلاث و خمسون سنة، و كانت خلافته تسعة أشهر، و قيل نصفا.

و كان جميل الصورة أبيض مشربا بحمرة، حلو الشمائل شديد القوى، فيه دين و عقل و وقار، و خير و عدل، حتى بالغ فيه ابن الأثير فقال: لقد أظهر من العدل و الإحسان ما أعاد به سنة العمرين. قيل له: أ لا تتفسح و تتنزه؟فقال لقد يبس الزرع. فقيل له يبارك اللّه في عمرك.

فقال: من فتح دكانه بعد العصر ايش يكسب؟ثم قال: إنه أحسن إلى الرعبة، و بذل الأموال و أزال المظالم، و أبطل المكوس، و كان يقول: الجمع شغل التجار، أنتم إلى إمام فعّال أحوج منكم إلى إمام قوّال، اتركوني أفعل الخير فيكم ما بقيت أعيش. و قد فرق ليلة العيد مائة ألف دينار على العلماء و الصالحين.

و المستنصر باللّه هو أبو جعفر، منصور بن الظاهر بأمر اللّه بن الناصر لدين اللّه العباسي، أمه تركية. ولد في سنة ثمان و ثمانين و خمسمائة. و بويع له بالخلافة بعد موت أبيه، بايعه إخوته، و كان أكبرهم، و بنو عمه، و هو إذ ذاك ابن خمس و ثلاثين سنة. مات في بكرة يوم الجمعة عاشر جمادى الثانية، سنة أربعين و ستمائة. و كان مليح الشكل كأبيه، و كان أشقر ضخما قصيرا، وخطه

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست