responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 107

ثم أقبل على لذاته و اختلى مع حبابة، و أمر أن يحجب عن سمعه و بصره كل ما يكره، فبينما هو على تلك الحالة في صفو عيشه و زيادة فرحه و سروره، إذ تناولت حبابة حبة رمان، و هي تضحك، فغصت بها فماتت، فاختل عقل يزيد، و تكدر عيشه و ذهب سروره، و وجد عليها وجدا شديدا و تركها أياما، لم يدفنها بل يقبلها و يرتشفها، حتى أنتنت و جافت، فأمر بدفنها ثم نبشها من قبرها و لم يعش بعدها إلا خمسة عشر يوما و كان مرضه بالسل و قال‌ [1] فيها:

فإن تسل عنك النفس أو تدع الهوى # فباليأس تسلو عنك لا بالتجلد

و كلّ خليل زارني فهو قائل # من أجلك هذا هالك اليوم أو غد [2]

و سيأتي إن شاء اللّه تعالى قريب من هذا في باب الدال المهملة في الدابة، عن سليمان بن داود عليهما الصلاة و السلام، و توفي يزيد بن عبد الملك بإربل من أرض البلقاء و قيل بالجولان، و حمل على أعناق الرجال إلى دمشق، و دفن بين باب الجابية و باب الصغير و ذلك لخمس بقين من شعبان سنة خمس و مائة و له تسع و عشرون و قيل ثمان و ثلاثون سنة و شهر و كانت خلافته أربع سنين و شهرا.

خلافة هشام بن عبد الملك‌

ثم قام بالأمر بعده أخوه هشام بن عبد الملك بن مروان. بويع له بالخلافة يوم مات أخوه يزيد بعهد منه إليه. و لما أتته الخلافة، كان بالرصافة فسجد و سجد أصحابه، لما بشر بها و سار إلى دمشق، قال مصعب الزبيري: زعموا أن عبد الملك بن مروان رأى في منامه أنه بال في المحراب أربع مرات، فدس من سأل سعيد بن المسيب، و كان يعبر الرؤيا، فقال: يملك من صلبه أربعة.

فكان آخرهم هشاما انتهى.

و كان هشام حازما عاقلا، صاحب سياسة حسنة، أبيض جميلا، سمينا أحول، يخضب بالسواد. و كان ذا رأي و دهاء و حزم و فيه حلم و قلة شره. و قام بالخلافة أتم قيام و كان يجمع الأموال، و يوصف بالبخل و الحرص، يقال: إنه جمع من الأموال مالا ما جمعه خليفة قبله. فلما مات احتاط الوليد بن يزيد على تركته فما غسل و كفن، إلا بالقرض و العارية و كان به حول.

و توفي بالرّصافة في شهر ربيع الآخر بدمشق سنة خمس و عشرين و مائة و هو ابن ثلاث و خمسين سنة و قيل أربع و خمسين سنة. و كانت خلافته تسع عشرة سنة و تسعة أشهر و قيل عشرين عاما.

خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك و هو السادس فخلع كما سيأتي‌

ثم قام بالأمر بعده ابن أخيه الوليد بن يزيد الفاسق. كان أبوه حين احتضر عهد بالأمر إلى هشام أخيه بأن يكون العهد، من بعده لولده الوليد بن يزيد. فلما مات هشام بويع له بالخلافة يوم موت عمه هشام و هو إذ ذاك بالبريّة فارا من عمه هشام لأنه كان بينه و بين عمه منافسة،


[1] البيتان في العقد الفريد لكثير عزه: 6/62.

[2] في العقد: ... هذا هامة اليوم أو غد.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست