responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 105

نصيبا فرويدا يا ابن بنانة فلو التقت حلقتا البطان، و رد الفي‌ء إلى أهله لتفرغت لك، و لأهل بيتك فوضعتهم على المحجة البيضاء، فطالما تركتم الحق و أخذتم في الباطل، و من وراء ذلك ما أرجو أن أكون رأيته من بيع رقبتك، و قسم ثمنك بين اليتامى و المساكين و الأرامل، فإن لكل فيك حقا.

و السلام على من اتبع الهدى، و لا ينال سلام اللّه القوم الظالمين.

و روي أنه وقع في زمانه غلاء عظيم، فقدم عليه وفد من العرب، فاختاروا رجلا منهم لخطابه فتقدم إليه و قال: يا أمير المؤمنين إنا وفدنا إليك من ضرورة عظيمة، و راحتنا في بيت المال، و ماله لا يخلو من أن يكون للّه أو لعباده أو لك، فإن كان للّه فاللّه غني عنه، و إن كان لعباده فآتهم إياه، و إن كان لك فتصدق به علينا، إن اللّه يجزي المتصدقين. فتغرغرت عينا عمر رضي اللّه تعالى عنه بالدموع، و قال: هو كما ذكرت، و أمر بحوائجهم فقضيت فهم الأعرابي بالانصراف، فقال عمر: أيها الرجل كما أوصلت حوائج عباد اللّه إليّ، فأوصل حاجتي و أرفع فاقتي إلى اللّه. فقال الأعرابي: إلهي اصنع بعمر بن عبد العزيز، كصنيعه في عبادك فما استتم كلامه حتى ارتفع غيم عظيم، و أمطرت السماء مطرا كثيرا فجاء في المطر بردة كبيرة، فوقعت على جرة فانكسرت، فخرج منها كاغد مكتوب فيه: هذه براءة من اللّه العزيز الجبار لعمر بن عبد العزيز من النار.

قال رجاء بن حيوة: كان عمر بن عبد العزيز رضي اللّه تعالى عنه، من أعظم الناس، و أجملهم في مشيته و لبسه، فلما استخلف قومت ثيابه و عمامته، و قميصه و قباؤه، و خفاه و رداؤه، فإذا هن يعدلن اثني عشر درهما.

و ذكر ابن عساكر و غيره، أن عمر بن عبد العزيز رضي اللّه تعالى عنه، كان قد شدد على أقاربه، و انتزع كثيرا مما في أيديهم، فتبرموا به و سموه، و يروى أنه دعا بخادمه الذي سمه، فقال له: ويحك ما حملك على أن سقيتني السم؟قال: ألف دينار أعطيتها. قال: هاتها فجاء بها فأمر بطرحها في بيت مال المسلمين، و قال لخادمه: أخرج بحيث لا يراك أحد.

و عن فاطمة بنت عبد الملك، زوج عمر بن عبد العزيز رضي اللّه تعالى عنه، أنها قالت:

و اللّه ما اغتسل عمر من حلم و لا من جنابة منذ ولي هذا الأمر، و كان نهاره في أشغال الناس، و رد المظالم و ليله في عبادة ربه تعالى. قال مسلمة بن عبد الملك: دخلت على أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي اللّه تعالى عنه، أعوده في مرضه الذي مات فيه، فإذا عليه قميص وسخ، فقلت لفاطمة بنت عبد الملك: يا فاطمة اغسلي قميص أمير المؤمنين، فقالت نفعل إن شاء اللّه تعالى، ثم عدت فإذا القميص على حاله، فقلت: يا فاطمة أ لم آمرك أن تغسلي قميص أمير المؤمنين؟فإن الناس يعودونه. فقالت: و اللّه ماله قميص غيره. و كان عمر رضي اللّه تعالى عنه كثيرا ما يتمثل بهذه الأبيات:

نهارك يا مغرور سهو و غفلة # و ليلك نوم و الردى لك لازم

يغرك ما يفنى و تفرح بالمنى # كما غر بالذات في النوم حالم

و شغلك فيما تكره غبة # كذلك في الدنيا تعيش البهائم‌

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست