responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 100

قال الحافظ ابن عساكر: كان الوليد عند أهل الشام من أفضل خلفائهم، بنى المساجد بدمشق و أعطى الناس، و فرض للمجذومين، و قال: لا تسألوا الناس. و أعطى كل مقعد خادما، و كل أعمى قائدا و كان يبرّ حملة القرآن، و يقضي عنهم ديونهم، و بنى الجامع الأموي، و هدم كنيسة مريوحنا، و زادها فيه، و ذلك في ذي القعدة سنة ست و ثمانين. و ذكر أنه كان في الجامع و هو يبنى اثنا عشر ألف مرخم.

و توفي الوليد، و لم يتم بناؤه فأتمه سليمان أخوه، فكان جملة ما أنفق على بنائه: أربعمائة صندوق، في كل صندوق ثمانية و عشرون ألف دينار، و كان فيه ستمائة سلسلة ذهب للقناديل، و ما زالت إلى أيام عمر بن عبد العزيز رضي اللّه تعالى عنه، فجعلها في بيت المال، و اتخذ عوضها صفرا و حديدا. و بنى قبة الصخرة ببيت المقدس و بنى المسجد النبوي و وسعه، حتى دخلت الحجرة النبوية فيه. و له آثار حسنة كثيرة جدا و مع ذلك فقد روي أن عمر بن عبد العزيز قال: لما الحدت الوليد ارتكض في اكفانه، و غلت يداه إلى عنقه. نسأل اللّه العافية و السلامة.

و فتح في أيام خلافته الفتوحات العظام، مثل السند و الهند و الأندلس و غير ذلك من الأماكن المشتهرة. و كان يركب المركوب الحسن الجيد، و يتقي الركوب و السفر و الحرب، في هذه الأيام الآتي ذكرها، و ينهى عن ذلك، و هي فائدة جليلة عظيمة القدر.

روى علقمة بن صفوان، عن أحمد بن يحيى مرفوعا قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «توقوا اثنا عشر يوما في السنة، فإنها تذهب بالأموال، و تهتك الأستار. فقلنا: ما هي يا رسول اللّه؟قال:

ثاني عشر المحرم و عاشر صفر و رابع ربيع الأول و ثامن عشر ربيع الثاني و ثامن عشر جماد الأولى و ثاني عشر جمادى الثانية و ثاني عشر رجب و سادس عشر شعبان و رابع عشر رمضان و ثاني شوّال و ثامن عشر ذي القعدة و ثامن ذي الحجة» .

و قوله أن الوليد بنى قبة الصخرة فيه نظر. و إنما بنى قبة الصخرة عبد الملك بن مروان في أيام فتنة ابن الزبير لما منع عبد الملك أهل الشأم من الحج، خوفا من أن يأخذ منهم ابن الزبير البيعة له، فكان الناس يقفون يوم عرفة بقبة الصخرة إلى أن قتل ابن الزبير رضي تعالى عنهما. كما سيأتي إنشاء اللّه تعالى عن ابن خلكان و غيره. و لعلها تشعثت فهدمها الوليد و بناها، و اللّه تعالى أعلم.

و توفي الوليد بن عبد الملك في خامس عشر جمادى الآخرة سنة ست و تسعين بدير مروان، عن ست و أربعين سنة، و قيل ثمان و أربعين و قيل خمسين سنة و ترك أربعة عشر ولدا. و حمل على أعناق الرجال، و دفن في مقابر باب الصغير و تولى دفنه عمر بن عبد العزيز. و كانت خلافته تسع سنين و ثمانية أشهر و قيل عشر سنين و اللّه أعلم.

خلافة سليمان بن عبد الملك‌

ثم قام بالأمر بعده أخوه سليمان، و ذلك لأن أباهما عقد لهما جميعا بالأمر من بعده. بويع له‌

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست