responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر البلاغه في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الهاشمي، أحمد    جلد : 1  صفحه : 301
واصطلاحاً - هي أن يذكر المتكلم لفظاً مفرداً له معنيان، أحدهما قريب غير مقصود ودلالة الفظ عليه ظارهة، والآخر بعيد مقصود، ودلالة اللفظ عليه خفية، فيتوهم السامع: أنه يريد المعنى القريب، وهو إنما يريد المعنى البعيد بقرينة تشير إليه ولا تظهره، وتستره عن غير المتيقظ الفطن، كقوله تعالى (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار) أراد بقوله جرحتم معناه البعيد، وهو ارتكاب الذنوب، ولأجل هذا سميت التورية «إبهاماً وتخييلاً» وكقول سراج الدين الوراق:
أصونُ أديم وجهي عن أناسٍ لقاء الموتِ عندهُم الأديبُ
ورب الشعر عندهم بغيض ولو وافى به لهم «حبيب»
وكقوله - أبيات شعرك كالقصور ولا قصور بها يعوق
ومن العجائب لفظها حُرٌ ومعناها «رقيق»
برغم شبيب فارق السيف كفَّه وكانا على العلات يصطحبان
كأن رقاب الناس قالت لسيفه رفيقك قيسىٌ وأنت يماني (¬1)
(2) الاستخدام
الاستخدام: هو ذكر لفظ مشترك بين معنيين، يراد به أحدهما ثم يعاد عليه ضمير، أو إشارة، بمعناه الآخر، أو يعاد عليه ضميران يراد بثانيهما غير ما يراد بأولهما
فالأول - كقوله تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) أريد أولا بالشهر (الهلال) ثم أُعيد عليه الضمير أخيراً بمعنى أيام رمضان.
وكقول معاوية بن مالك.
إذا نزل السماء بأرض قوم رعيناه وان كانوا غضابا
أراد بالسماء (المطر) وبضميره في «رعيناه» (النبات) (¬2)
وكلاهما معنى مجازي
¬
(¬1) يريد أن كف (شبيب وسيفه متنافران، لا يجتمعان، لأن شيباً كان قيسياً، والسيف يقال له (يماني) فوري به عن الرجل المنسوب إلى اليمين، ومعلوم ما بين قيس واليمن من التنافر، فظاهر قوله (يماني) أنه رجل منسوب إلى اليمين، ومراده البعيد الدلالة على السيف، لأن كلمة يماني من أسمائه.
(¬2) ملخص الاستخدام: هو أن يؤتى بلفظ له معنيان، فيراد به أحدهما، ثم يراد بضميره المعنى الآخر - كقول الشاعر.
... وللغزالة شيء من تلفته ونورها من ضيا خديه مكتسب
أراد الشاعر: بالغزالة الحيوان المعروف، وبضمير (نورها) الغزالة بمعنى الشمس
وكقوله رأى العقيق فأجرى ذاك ناظره متيم لج في الاشواق خاطره
وكقوله إذا لم أبرقع بالحيا وجه عفتي فلا أشبهته راحتي بالتكرم
ولا كنت ممن يكسر الجفن بالوغى إذا أنا لم أغضضه عن رأى محرم
وقال الآخر في الدعاء، أقر الله عين الأمير وكفاه شرها، وأجرى له عذبها، وأكثر لديه تبرها - وكقول الشاعر:
رحلتم بالغداة فبت شوقا أسائل عنكم في كل ناد
أراعي النجم في سيرى إليكم ويرعاه من البيدا جوادي
نام کتاب : جواهر البلاغه في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الهاشمي، أحمد    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست