responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر البلاغه في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الهاشمي، أحمد    جلد : 1  صفحه : 293
بلاغة الكناية
الكناية مظهر من مظاهر البلاغة، وغاية لا يصل إليها إلا من لطف طبعهُ، وصفت قريحتُه، (والسر في بلاغتها) أنها في صُور كثيرة تعطيك الحقيقة، مصحوبة بدليلها، والقضية وفي طيّها برهانها، كقول البحتري في المديح.
يغضُّون فضل اللحظ من حيث مابدا
لهم عن مهيب في الصدور مُحبَّب
فإنه كنى عن إكبار الناس للممدوح، وهيبتهم إياه، بغض الأبصار الذي هو في الحقيقة برهان على الهيبة والإجلال، وتظهر هذه لنا جلية في الكنايات عن الصفة والنسبة، ومن أسباب بلاغة الكنايات أنها تضع لك المعاني في صورة المحسوسات ولا شك أن هذه خاصة الفنون، فإن المصور إذا رسم لك صورة للأمل أو لليأس، بهرك وجعلك ترى ما كنت تعجز عن التعبير عنه واضحاً ملموساً فمثل «كثير الرماد» في الكناية عن الكرم «ورسول الشر» في الكناية عن المزاح - وقول البحتري
أو ما رأيت المجد ألقى رحله في آل طلحةَ ثمَّ لم يتحوَّل
وذلك في الكناية عن نسبة الشرف إلى آل طلحة.
كل أولئك يبرز لك المعاني في صورة تشاهدها، وترتاح نفسك إليها، ومن خواص الكناية: أنها تمكنك من أن تشفى غلتك من خصمك من غير أن تجعل له اليك سبيلاً، ودون أن تخدش وجه الأدب، وهذا النوع يسمى بالتعريض.
ومثاله قول المتنبي في قصيدة، يمدح بها كافورا ويعرض بسيف الدولة.
رحلتُ فكم باك بأجفان شادن ... علىَّ وكم باكٍ بأجفانِ ضيغم (¬1)
وما ربّة القرط المليح مكانه ... بأجزع من رب الحسامِ المصممِ (¬2)
فلو كان ما بي من حبيب مقنع ... عذرتُ ولكن من حبيب معمم
رمى واتقى رمي ومن دون ما اتقى ... هوى كاسرُ كفي وقوسي وأسهمي
¬
(¬1) الشادن ولد الغزال، والضيغم الاسد، اراد بالباكي بأجفان الشادن المرأة الحسناء، وبالباكي بأجفان الضغم الرجل الشجاع، يقول كم من نساء ورجال بكوا على فراقي، وجزعوا لارتحالي.
(¬2) القرط ما يعلق في شحمة الأذن والحسام السيف القاطع، والمصمم الذي يصيب المفاصل ويقطعها، يقول لم تكن المرأة الحسناء بأجذع على فراقي من الرجل الشجاع.
نام کتاب : جواهر البلاغه في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الهاشمي، أحمد    جلد : 1  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست