responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الادب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 8
الغنوي بنفس المعنى إذ يقول1:
لا يمنعُ الناسُ منِّي ما أردتُ ولا ... أعطيهم ما أرادوا حسن ذَا أَدبا
وربما استُخدمت الكلمة في العصر الجاهلي بهذا المعنى الخلقي؛ غير أنه لم تصلنا نصوص تؤيد هذا الظن. وذهب"نالينو" إلى أنها استخدمت في الجاهلية بمعنى السنّة وسيرة الآباء مفترضًا أنها مقلوب دأب؛ فقد جمع العرب دأبًا على آداب كما جمعوا بئرًا على آبار، ورأيًا على آراء، ثم عادوا فتوهموا أن آدابًا جمع أدب؛ فدارت في لسانهم كما دارت كلمة دأب بمعنى السنة والسيرة، ودلوا بها على محاسن الأخلاق والشيم2. وهو فرض بعيد، وأقرب منه أن تكون الكلمة انتقلت من معنى حسي وهو الدعوة إلى الطعام إلى معنى ذهني وهو الدعوة إلى المحامد والمكارم؛ شأنها في ذلك شأن بقية الكلمات المعنوية التي تستخدم أولًا في معنى حسي حقيقي، ثم تخرج منه إلى معنى ذهني مجازي.
ولا نمضي في عصر بني أمية حتى نجد الكلمة تدور في المعنى الخلقي التهذيبي، وتضيف إليه معنى ثانيًا جديدًا، وهو معنى تعليمي؛ فقد وجدت طائفة من المعلمين تسمى بالمؤدبين، كانوا يعلمون أولاد الخلفاء ما تطمح إليه نفوس آبائهم فيهم من معرفة الثقافة العربية؛ فكانوا يلقنونهم الشعر والخطب وأخبار العرب وأنسابهم وأيامهم في الجاهلية والإسلام، وأتاح هذا الاستخدام الجديد لكلمة الأدب أن تصبح مقابلة لكلمة العلم الذي كان يطلق حينئذ على الشريعة الإسلامية وما يتصل بها من دراسة الفقه والحديث النبوي وتفسير القرآن الكريم.
وإذا انتقلنا إلى العصر العباسي؛ وجدنا المعنيين التهذيبي والتعليمي يتقابلان في استخدام الكلمة؛ فقد سمى ابن المقفع رسالتين له تتضمنان ضروبًا من الحكم والنصائح الخلقية والسياسية باسم "الأدب الصغير" و"الأدب الكبير". وبنفس هذا المعنى سمى أبو تمام المتوفى سنة 232هـ/846م الباب الثالث من ديوان

1 انظر الأصمعيات "طبع دار المعارف" رقم 12بيت 30.
2 تاريخ الآداب العربية من الجاهلية حتى عصر بني أمية لكارلونا لينو "طبع دار المعارف" ص14وما بعدها.
نام کتاب : تاريخ الادب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست