responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الادب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 336
واسم الأعشى ميمون؛ وإنما سميَّ الأعشى لضعف بصره، ومن أجل ذلك كان يكنى بأبي بصير1. وإذا كنا لا نعرف شيئًا واضحًا عن نشأته فإنه يتبين لنا من أخباره ومن اسمه "صَنَّاجة2 العرب" أنه انتقل بالشعر الجاهلي نقلة؛ فإن كلمة صنَّاجة تعني: أنه كان يتغنى بشعره، ويبالغون في ذلك حتى يجعلوا كسرى يستمع لبعض غنائه فيه3!!
وتدل أخباره وأشعاره على أنه كان كثير التنقل والأسفار البعيدة في أنحاء الجزيرة يمدح سادتها وأشرافها، وفي ديوانه مديح للأسود بن المنذر وأخيه النعمان وإياس بن قبيصة الطائي وإلى الحيرة من بعده، ويظهر أنه كان يقيم بها كثيرًا. وفيه أيضًا مديح لقيس بن معد يكرب الكندي ولسلامة ذي فائش أحد أمراء اليمن ولبني عبد المدان بن الديان سادة نجران ولهوذة بن علي سيد بني حنيفة. وكان يفد على سوق عكاظ، ويمدح من يمر به في طريقه إليها من شيوخ العرب وأشرافهم4.
ولا يكتفي الرواة بما يدل عليه شعره من الرحلة إلى الحيرة واليمن وديار كندة في حضرموت ونجران وعكاظ؛ بل يذهبون به إلى الفرس وعمان وبلاد الشام متغلغلًا فيها إلى حمص وأورشليم "بيت المقدس" ويجتازون به البحر إلى نجاشي الحبشة، ويُجرون على لسانه شعرًا يتحدث فيه عن هذه الرحلات البعيدة؛ فيقول:5
وقد طُفْتُ للمال آفاقَه ... عُمانَ فَحِمصَ فأورِيشَلِمْ
أتيتُ النجاشيَّ في أرضه ... وأرضَ النَّبيط وأرضَ العجم
وأكبر الظن أنه لم يصنع شيئًا من ذلك، وأنه إنما اقتصر في أسفاره ورحلاته على أطراف اليمن ونجد والحيرة يمدح شيوخ العرب وسادتهم. ووقع -كما يقول الرواة- في بعض رحلاته بديار بني عامر ومعه هداياه من بعض ممدوحيه، فخشي على نفسه وعلى هداياه؛ فاستجار بعلقمة بن عُلاثة، فقال له: قد أجرتك، فقال له الأعشى من الجن والإنس؟ قال: نعم، قال الأعشى: ومن الموت،

1 ذهب ابن قتيبة إلى أنه كان أعمى. انظر الشعر والشعراء "طبع دار المعارف" 1/ 212.
2 أغاني: 9/ 109.
3 أغاني: 9/ 115 والشعر والشعراء: 1/ 214.
4 أغاني: 9/ 113 وما بعدها.
5 ديوانه القصيدة رقم 4 وقارن بالقصيدة رقم 63.
نام کتاب : تاريخ الادب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست