responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الادب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 334
وغيرها من البكريين في حروب ضد تميم وغيرها من القبائل. وقد تقع حروب ومناوشات داخلية بين عشائرها، مثلها مثل بقية العشائر في الجاهلية؛ إذ كانت كثيرًا ما تنشب بينها خلافات تؤدي إلى بعض الدماء. ويظهر أنها رغم استقرارها في اليمامة وسكناها بعض القرى مثل "منفوحة" كانت تنزع إلى حياة البداوة وما يتصل بها من رعي الإبل والغنم؛ ولعل ذلك ما جعل الأعشى يهجو إيادًا في بعض شعره بأنها تعتمد على الزراعة يقول1:
لسنا كمن جعلت إيَادٌ دارها ... تَكْرِيتَ تنظر حَبَّها أن يُحْصَدَا
جعل الإلهُ طعامنا في مالنا ... رزقًا تضمَّنه لنا لن يَنْفَدَا2
مثل الهضاب جِزارةً لسيوفنا ... فإذا تُراع فإنها لن تُطْرَدا3
ضَمِنَت لنا أعجازُهن قُدورنا ... وضُروعُهنّ لنا الصَّريحَ الأجْردَا4
وواضح أنه يصرح بأن إيادًا تعتمد على الزراعة والحصاد، أما هم فما لهم الإبل التي لا تنفد، وهي إبل ضخمة كالهضاب، يعقرونها لضيوفهم، ولا يلم بها من يروعها أو يغير عليها خوفًا من بسالتهم، وهي تملأ قدورهم بلحمها وبيوتهم بألبانها.
وعلى العكس كان أبناء عمومتهم من بني حنيفة أكثر استقرارًا، وقد اتخذوا الحجر قصبة لهم، وكان سيدهم في أواخر هذا العصر الجاهلي هَوْذَة بن علي، وكان يحمي القوافل الفارسية في طريقها إلى اليمن، ولعله من أجل ذلك وقف بعيدًا بقبيلته عن يوم ذي قار؛ فلم يشترك فيها. وأغلب الظن أن هذه القبيلة لم تعتمد على الرعي وحده شأن قبيلة الأعشى؛ بل كانت تعتمد أيضًا على الزراعة، فكانت نصف حضرية. وقد شاعت فيها النصرانية، أما قيس فظلت في جملتها وثنية تعبد الأصنام. وليس هذا كله ما بينهما من خلاف؛ فبينما حنيفة لا يُعْرَف

1 ديوان الأعشى طبعة جابر، القصيدة رقم 34، أبيات 33 وما بعده.
2 المال هنا: الإبل.
3 جزارة: مصدر جزره أي ذبحه ومنه يسمى جزورًا.
4 الصريح: اللبن الخالص. الأجرد: الصافي
نام کتاب : تاريخ الادب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست