responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انوار الربيع في انواع البديع نویسنده : ابن معصوم المدني    جلد : 1  صفحه : 454
إذا الوهم أبدى لي لماها وثغرها ... تذكرت ما بين العذيب وبارق.
وتذكرني من قدها ومدامعي ... مجر عوالينا ومجرى السوابق.
الثاني: يجوز في التضمين أن يجعل صدر البيت عجزا وبالعكس.
كقول الحريري:
على أني سأنشد عند بيعي ... أضاعوني وأي فتى أضاعوا.
المصراع الثاني صدر البيت للعرجي وتمامه (ليوم كريهة وسداد ثغر.
الثالث: لا يضره التغيير اليسير لما قصد تضمينه ليدخل في معنى الكلام.
كقول بعضهم في يهودي به داء الثعلب:
أقول لمعشر غلطوا وغضوا ... من الشيخ الرشيد وأنكروه.
هو ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى يضع العمامة تعرفوه.
البيت لسحيم بن وثيلة، وأصله قوله:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني.
فغيره إلى طريق الغيبة ليدخل في المقصود.
ومن بديع التضمين قول بعضهم في طبيب يسمى النعمان ويكنى ابن المنذر:
أقول لنعمان وقد ساق طبه ... نفوسا نفيسات إلى باطن الأرض.
أبا منذر أفنيت فأستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعض.
وقول أبي الحسن اللحام مضمنا بيتا للنابغة في وصف الأقحوان:
يا سائلي عن جعفر علمي به ... رطب العجان وكفه كالجلمد.
كالأقحوان غداة غب سمائه ... جفت أعاليه وأسفله ند.
وقول أبي عبد الله الحسين بن الحجاج:
صاح أيرى ورمحه فوق خصييه ولا رمح ضمرة بن هلال.
قربا مربط النعامة مني ... لقحت حرب وائل عن حيال.
ثم أهوى بطعنة بات منها ... سرم ستي ذاك الشقاء بحالي.
فتولى يقول وهو طعين ... دمعه مع خراه مثل البزال.
لم أكن من جناتها علم الل ... هـ وإني بحرها اليوم صال.
وما أحسن ما ضمن هذا البيت شمس الدين محمد بن العفيف التلمساني في قوله:
وعيون أمرضن جسمي وأضرم ... ن بقلبي لواعج البلبال.
وخدود مثل الرياض زواره ... ما الأيام حسنها من زوال.
لم أكن من جناتها علم الل ... هـ وإني بحرها اليوم صال.
فإنه صرف فيه لفظة جناتها من الجناية إلى معنى الجنة.
ومن محاسن التضمين أيضاً ما حكاه القاضي شمس الدين بن خلكان في تاريخه: إن الحيص بيص الشاعر خرج ليلة من دار الوزير شرف الدين بن طراد الزينبي، فنبح عليه جرو، وكان متقلدا سيفا فوكزه بعقب السيف فمات. فبلغ ذلك أبي القاسم هبة الله بن الفضل المعروف بابن القطان الشاعر فنظم أبياتا وضمنها بيتين لبعض العرب قتل أخوه ابنا له فقدم إليه ليقتاد منه، فألقى السيف فأنشدهما (البيتين المذكوران يوجدان في الباب الأول من كتاب الحماسة) ثم إن الفضل المذكور جعل الأبيات في ورقة وعلقها في عنق كلبة لها جرو، ورتب معها من يطردها مع أولادها إلى باب الوزير المذكور كالمستغيثة، فأخذت الورقة من عنقها وعرضت على الوزير فإذا فيها:
يا أهل بغداد فإن الحيص بيص أتى ... بفعلة أكسبته الخزي في البلد.
هو الجبان الذي أبدى تشاجعه ... على جري ضعيف البطش والجلد.
وليس في يديه مال يديه به ... ولم يكن ببواء عنه في القود.
فأنشدت جعدة من بعد ما احتسبت ... دم الأبيلق عند الواحد الصمد.
أقول للنفس تأساء وتعزية ... إحدى يدي أصابتني ولم ترد.
كلاهما خلف من فقد صاحبه ... هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي.
قال القاضي شمس الدين: وهذا التضمين في نهاية الحسن، ولم أسمع مثله مكثرة استعمال الشعراء التضمين في أشعارهم ألا ما أنشدني الشيخ مهذب الدين أبو طالب المعروف بابن الخيمي لنفسه، وأخبرني أنه كان بدمشق وقد أمر السلطان بحلق لحية شخص له وجاهة بين الناس، فحلقت بعضها وحصلت فيه شفاعة فعفا عنه في الباقي، ولم يصرح باسمه بل رمزه وستره وهو:
زرت ابن آدم لما قيل قد حلقوا ... جميع لحيته من بعد ما ضرب.
فلم أرى النصف محلوقا فعدت له ... مهنيا بالذي منهما له وهبا.
فقام ينشدني والدمع يخنقه ... بيتين ما نظما مينا ولا كذبا.
إذا أتتك لحلق الذقن طائفة ... فأخلع ثيابك منها ممعنا هربا.
وإن أتوك وقالوا إنها نصف ... فإن أطيب نصفيها الذي ذهبا.
نام کتاب : انوار الربيع في انواع البديع نویسنده : ابن معصوم المدني    جلد : 1  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست