responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغه نویسنده : حامد عونى    جلد : 3  صفحه : 310
فأهملوه، ولم يراعوه بهيئة من كان معه شيء تافه، لا قيمة له في اعتباره فطرحه وراء ظهره، والجامع بينهما الهيئة الحاصلة من شيء يهمل احتقارا لشأنه، ثم استعير المركب الموضوع للمشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة التمثيلية، والقرينة حالية؛ لأن التاركين للميثاق لم يطرحوا شيئا وراء الظهور حقيقة، فحالتهم على غير ما يفيده هذا التركيب وضعا. وكقولهم في المتردد في أمره المتحير: "أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى1", وحقيقة الكلام: أراك متحيرا في أمرك مترددا. وإجراء الاستعارة فيه أن يقال: شبهت هيئة المتردد في أمره بين الإقدام والإحجام بهيئة رجل قام ليذهب إلى جهة؛ فتارة يعقد النية على الذهاب، فيقدم رجلا، وتارة يعدل، فيؤخرها ثانيا، والجامع الهيئة الحاصلة من إقدام تارة، وإحجام أخرى، ثم استعير المركب الموضوع للمشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة التمثيلية، والقرينة حالية؛ إذ إن المتردد المذكور لا يقدم رجلا، ولا يؤخر أخرى، فحالته على غير ما يدل عليه التركيب وضعا. وسميت الاستعارة في المركب تمثيلية؛ لجريان التشبيه فيه بين الهيئات المركبة من متعدد كما في الأمثلة المذكورة2.
وإذا فشت الاستعارة التمثيلية، وشاع استعمالها سميت "مثلا", وإذًا فالأمثال السائرة كلها من قبيل الاستعارة التمثيلية التي شاع استعمالها، والمثل يراعى فيه المعنى الذي ورد فيه أولا، فيخاطب به المفرد، والمثنى، والجمع، مذكرا، أو مؤنثا من غير تغيير في العبارة

1 قوله: تقدم رجلا أي: تارة, ومفعول تؤخر محذوف أي: تلك الرجل المقدمة، وأخرى نعت لتارة المحذوفة أي: تارة أخرى, وأصل الكلام: أراك تقدم رجلا تارة وتؤخرها تارة أخرى. وأصل هذا المثل: أن الوليد بن يزيد لما بويع بالخلافة وبلغه توقف مروان بن محمد في البيعة أرسل إليه الوليد يقول: أما بعد, فإني أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى, فإذا أتاك كتابي فاعتمد على أيهما شئت, والسلام.
2 قضيته أن التمثيل لا بد فيه من انتزاع وجهه من متعدد, فمعنى التمثيل فيه واضح؛ لكثرة ما اعتبر فيه مما أوجب غرابته.
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغه نویسنده : حامد عونى    جلد : 3  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست