responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المطرب من أشعار أهل المغرب نویسنده : ابن دحية    جلد : 1  صفحه : 54
ولو قَبِلتْنِي الحادثاتُ مكانَكم ... لأنْهبتها وَفْري وأوطأتها خدّي
ألم تعلموا أنّي وأهْلي وواحِدي ... فِداءُ ولا أرْضَى بتَقْدِمتي وحدي
ولابن أبي الخصال تصانيف كثيرة، مستحسنة أثيرة؛ منها: كتاب ظل الغمامة وطوق الحمامة، في مناقب من خصه رسول الله صلى الله عليه وسلم من صحابته رضي الله عنهم بالكرامة، وأحلهم بشهادته الصادقة دار المقامة. والقصيدة الموسومة بمعراج المناقب، ومنهاج الحسب الثاقب؛ في نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما انتظم به من مناقب صحابته الأبرار. إلى غير ذلك من ترسله الفائق، وشعره الرائق، وذلك في خمس مجلدات.
وأنشدني الوزير الفقيه المحدث الفاضل الكاتب أبو عبد الله محمد ين أبي القاسم ابن عميرة المروي؛ المنسوب إلى مدينة المرية، على ما تقتضيه صناعة العربية؛ قال: حدثني بجميع تصانيفه الوزير أبو نصر الفتح بن خاقان، سامحه الله بما سلف منه وكان، وكان طبعه في الانقياد له في ميدان البلاغة سلس العنان؛ وقد قدمنا أنه قتل ذبحا، ورأوا له في تشحطه بدمائه سبحا.
فمن شعره يخاطب أبا يحيى محمد بن الحاج، وقد كان وقع بينه وبينه في بعض الأيام تنازع أدى إلى الانفصال، وتعطيل تلك البكر والآصال؛ ثم انقشعت تلك المخيلة، وتحركت فيه المودة الدخيلة؛ وأكدت تجديد ذلك العهد الرائق، وكف أيدي العوائق، فكتب إليه:
أكعبةَ عليَاءٍ وهَضْبة سُؤدَدٍ ... ورَوْضةَ مَجْدٍ بالمفَاخر تُمْطِرُ
هَنيئاً لمُلْكٍ زانَ نُورُك أفْقَه ... وفي صَفْحَتيه من مَضائك أسْطَر
وإني لخفَّاق الجنَاحَين كلمّا ... سَرَى لك ذكرٌ أو نَسيم مُعَطَّر
وقد كان واشٍ هاجَنا لتنافُرٍ ... فَبِتُّ وأحشائي جَوًى تَتفطّر
فهل لك في وُدّ ذَوَي لك ظاهراً ... وباطِنُه يَنْدَى صَفَاءً ويَقْطُر
ولستُ بِعِلْقٍ بِيعَ بَخْساً وإنّني ... لأرْفَعُ أعْلاقِ الزمان وأنْضَر
الأعلاق: جمع علق، وهو الشيء النفيس، فأمر الأمير ذو الوزارتين أبا عبد الله ابن أبي الخصال بمراجعته، فكتب عنه بقطعة منها:
ثَنيتَ أبا نَصْر عِنَاني وربَّما ... ثنَتْ عَزْمةَ السَّهم المُصمم أسُطُر
ونالت هوًى ما لم تكن لَتنالَه ... سُيوفٌ مواضٍ أو قَنًا تَتأطّر
وما أنَا إلا مَن عرفتَ وإنّما ... بَطِرْتَ ودادي والمودّةُ تُبْطِر
نظرتَ بعينٍ لو نظرتَ بغيرها ... أصَبْتَ وجفْنُ الرّأي وسْنَانَ يَسْطر
الوزير الحسيب العالم الأوحد:

ابن الجد
أبو القاسم محمد بن عبد الله الفهري النسب، المستبحر في الحديث والفقه والمتقدم في الأدب وعلم النسب؛ كاتب الحضرة العليا، المرجو للدين والدنيا. توفي رحمه الله سنة خمس عشرة وخمسمائة حدثني عنه ابن عمه حافظ أهل زمانه، المقدم على أهل عصره بحفظ مذهب إمام دار الهجرة، أبي عبد الله مالك بن أنس وأصحابه، ونصوص أقوالهم، واتفاقهم واختلافهم، مع المعرفة بلسان العرب، والنهاية في الفضل والدين وسمو النسب، والجاه وأعلى الرتب، أبو بكر محمد بن عبد الله بن يحيى بن الجد. توفي رضى الله عنه ليلة الخميس الرابع عشر من شوال سنة ست وثمانين وخمسمائة، ودفن ظهر يوم الخميس بداره بمدينة إشبيلية؛ ولم يتخلف عن شهود جنازته كبير إنسان، ومشى فيها الملوك والعلماء وجميع الأعيان، حتى أودعوه بطن ضريحه وتركوه في ذمة من الله وضمان. وكان مولده في شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وأربعمائة. فكان له من العمر يوم وفاته تسعون سنة وسبعة أشهر.
فمن شعر الوزير أبي لقاسم بن الجد ما أنشدنيه له ابن عمه رحمهم الله:
لئن رَاق مرأى للحسان ومَسمعُ ... فحسناؤُك الغرّاءُ أبْهى وأمتعُ
عَروسٌ جَلاَها مَطْلعُ الشَّمس فانْثنتْ ... إليها النّجومُ الزّاهراتُ تَطلَّع
زَففت بها بِكراً تضوّع طيبُها ... وما طِيُبها إلا الثّناء المُضوّعُ
لها من طِرازِ الحُسن وشْيٌ مُهَلّلٌ ... ومن صِيغَة الإحسان تاجٌ مُرصَّع
وأنشدني له:
نام کتاب : المطرب من أشعار أهل المغرب نویسنده : ابن دحية    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست