responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المطرب من أشعار أهل المغرب نویسنده : ابن دحية    جلد : 1  صفحه : 30
وأنشدني جماعة من شيوخي، منهم سيدي أبي الفقيه الفضل أبو علي حسن ابن علي، وشاعر المغرب الأقصى ومفخرة في صناعة المحاكاة والتخييل أبو عبد الله محمد بن حسين بن حبوس، قالا: أنشدنا الوزير أبو عامر بن الحمارة:
لله يومٌ كان فيه مُنادِمي ... وجهُ الحبيب وزهرةُ البستانِ
صرعتنَي الّلّذاتُ فيه مَصارعاً ... ما شئتَ من رَوح ومن رَيحان
يا صاحبيَّ تَمتَّعا من ساعة ... شُغِل الزَّمان بها عن الحدَثَان
وله:
لو كنتُ آملُ أن ألقاك في الحُلمُ ... لما قَرعتُ عليك السِّنَّ من نَدمِ
يَحمي وصالكَ أعداءُ لهم رَصَدٌ ... ويصرفُ الطَّيفَ أنِّي بتُّ لم أنَم
يا مُرسلاً سَهْمَ عينيه ليقتُلنَي ... من ذا أباحَ لذاك اللحظِ سفكَ دمي
وله وقد أهدت إليه امرأة موصوفة بالجمال مسكاً:
أتانا فَتِيتُ المسك يَعْبَق عَرْفُه ... ويُثنى على ذاك النَّدى والتَّكَرُّمِ
فأشعَرني رَيَّا حَبيبٍ أعيرُه ... على رِقْبةٍ لَحظَ المَشوق المتيَّم
فو الله لولا أن تقول لِي المُنَى ... وراءكَ لا تَقْدَم على غير مَقْدَم
لحدَّثْت نفسي عند ذلك أنني ... أشَمُّ الذي ما بين عينيك والفم
وأهدت إِليه أخرى تُفّاحة فقال:
بعثتْ إِلىّ كخدّها تُفّاحةً ... وكطَعمِ ريقتها رَحيقاً سَلْسلاَ
فصرفتُ وجهي عنهُما ولقد أَرى ... مُترشَّفاً عَذْبَ الجَنى ومُقبَّلا
كي لا يَغَار على الحبيب حبيبهُ ... فيقولَ بات بغيرنا متَعِلِّلاَ
وله:
لم أَعشق الشَّمس سماويّةً ... بعيدةً عن مركز العالَمِ
إلاّ لأُضحِى في غَرامي بها ... أُعجوبةً بَين بني آدم
أنشدني الشيخ الفقيهُ الأديبُ القاضي بمدينة فاس أبو محمدٍ عبدُ الله بنُ محمد ابن عيسى التَّادَلُّي رحمه الله، قال: أنشدني الوزير الأديبُ الشاعرُ المصيب أبو القاسم المَنيشِي لنفسه في زُرزور:
أمِنبرٌ ذاك أم قضيبُ ... يَفْرعه مِصقعٌ خَطيبُ
يختالُ في بُردتَي شَباب ... لم يتوضَّح بها مَشيب
أخرسُ لكنّه فصيحٌ ... أبْلَه لكنّه لَبيب
ومن فحول شعراء الأندلس؛ مالكُ أزمّة القريض، وماسك راية التَّصريح فيه والتَّعريض؛ شعرهُ أرقّ من النّسيم، وآنقُ من المُحيَّا الوسيم، الوزير:

أبو إسحاق الخفاجي
إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله الخفاجي
من أعيان مدينة شقر، وهي جزيرة قد أحدق النهر بها؛ كما أحدق بحدقة شفر؛ وحسبك من ماء سائح، وطائر صادح؛ وبطاح عرضة، ورياض أريضة؛ فلا ترى إلا انسجام الغمام، ولا تسمع إلا ترنم البلبل والحمام. فمن قوله:
ومُهفهفٍ طاوِي الحَشَا ... خَنِث المَعاطف والنَّظَر
بهر العيونَ بصورة ... تُلِيتُ محاسنُها سُوَر
وإذا رَنا وإذا شَدا ... وإذا سَعى وإذا سَفَر
فَضَح المُدامةَ والحَما ... مة والغَمامة والقَمر
قول الخفاجي: " وإذا رنا فضح المدامة " مأخوذ كم قول القائل:
وعَيْنَانِ قال الله كُونا فكانتا ... فَعُولان بالألباب ما تفعل الخَمرُ
ووصفه لها بالغمامة مأخوذ من قول الأعشى:
كأنَّ مِشيتها من بيت جَارِتها ... مرُّ السَّحابة لا ريثٌ ولا عجلُ
قال الوزير أبو إسحاق: سبب هذه القطعة أنى ذهبت يوماً أريد باب السمارين بشاطبة، ابتغاء الفرجة على جرية ذلك الماء بتلك الساقية، وذلك سنة ثمانين وأربعمائة، وإذا الفقيه أبو عمران بن أبي تليد رحمه الله قد سبقني إلى ذلك، فألفيته جالسا على مصطبة كانت هنالك مبنية لهذا الشأن، فسلمت عليه، وجلست إليه متأنسا به وبتلك الحال، فأنشد أثناء ما تناشدناه قول ابن رشيق رحمه الله:
يا من يُّمر ولا تَمرُّ به القُلوب من الفَرَقْ
بعِمَامةٍ من خدّه ... أو خَدُّه منها استَرَق
فكأَنَّه وكأَنها ... قَمَرٌ تَعمَّم بالشَّفق
نام کتاب : المطرب من أشعار أهل المغرب نویسنده : ابن دحية    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست