نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 38
من اهل الشام» ، فقال رجل من أهل العراق: «يا أمير المؤمنين علقناك، و علقت بأهل الشام و علق أهل الشام بآل مروان، فما أعرف لنا مثلا إلاّ قول الأعشى
علّقتها عرضا و علّقت رجلا # غيري و علّق أخرى غيرها الرّجل
فما وجدنا جوابا أحسن من هذا. قال: و قال مسلمة بن عبد الملك:
«ما شيء يؤتى العبد بعد الإيمان باللّه تعالى، أحبّ إليّ من جواب حاضر، فإنّ الجواب إذا انعقب لم يكن شيئا» .
و ضده، قال: اجتمع عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الزبرقان بن بدر [1] و عمرو بن الأهتم [2] ، فذكر عمرو الزبرقان قال: «بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه، أنه أ طعام جواد الكف، مطاع في أدانيه، شديد العارضة، مانع لما وراء ظهره» . فقال الزبرقان: «بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه أنه ليعرف مني أكثر من هذا، و لكنه يحسدني» . فقال عمرو: «و اللّه يا نبي اللّه، إن هذا لزمر المروءة، ضيق العطن، لئيم العم، أحمق الخال» ، فرأى الكراهية في وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لما اختلف قوله، فقال: «يا رسول اللّه ما كذبت في الأولى، و لقد صدقت في الأخرى، و لكني رضيت فقلت احسن ما علمت، و سخطت فقلت أسوأ ما أعلم» . فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: (إن من البيان لسحرا، و إن من الشعر لحكما) .
و ذكروا أن الوليد بن عقبة قال لعقيل بن أبي طالب: «غلبك على الثروة و العدد» . قال: «و سبقني و إياك إلى الجنة» . قال الوليد: «أما و اللّه إن شدقيك لمتضمخان من دم عثمان» . قال عقيل: «ما لك و لقريش؟و إنما أنت فيهم كمنيح الميسر» . فقال الوليد: «و اللّه إني لأرى لو أن أهل الأرض
[1] الزبرقان بن بدر التيمي السعدي، صحابي من زعماء قومه. ولاه الرسول جمع صدقات قومه، و توفي أيام معاوية و كان فصيحا شاعرا، توفي سنة 45 هـ.
[2] عمرو بن الأهتم المنقري، أحد السادات الشعراء الخطباء في الجاهلية و الإسلام نجدي وفد على النبي و أسلم، سمع النبي إسلامه فقال معجبا: إن من البيان لسحرا.
نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 38