responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 34

شرطة الكوفة، فشكا ذلك إلى عمر بن عبد العزيز، فكتب إليه: «إنّ من حفظ انعم اللّه؛ رعاية ذوي الاحسان؛ و من إظهار شكر الموهوب، صفح القادر عن الذنب، و من تمام السؤدد حفظ الودائع، و استتمام الصنائع. و قد كنت أودعت العريان نعمة من انعمك، فسلبتها عجلة سخطك، و أنصفته غضبته، على أن ولّيته ثم عزلته و خليّته، و أنا شفيعه؛ فأحبّ أن تجعل له من قلبك نصيبه، و لا تخرجه من حسن رأيك، فتضيع ما أودعته و تتوى ما أفسدته» . فعفا عنه، و ردّه إلى عمله.

قال: و غضب سليمان بن عبد الملك على ابن عبيد مولاه، فشكا إلى سعيد بن المسيب ذلك، فكتب إليه: «أما بعد، فإن أمير المؤمنين في الموضع الذي يرتفع قدره عما تقتضيه رعيته، و في عفو أمير المؤمنين سعة للمسيئين» ، فرضي عنه.

قال: و طلب العتابي‌ [2] من رجل حاجة، فقضى له بعضها، و مطله ببعض. فكتب إليه: «أما بعد، فقد تركتني منتظرا لوعدك، منتجزا لرفدك. و صاحب الحاجة محتاج إلى نعم هنيئة. أو لا، مريحة؛ و العذر الجميل أحسن من المطل الطويل. و قد قلت بيتي شعر:

بسطت لساني ثم أوثقت نصفه # فنصف لساني بامتداحك مطلق

فإن أنت لم تنجز عداتي تركتني # و باقي لسان الشّكر بالناس موثق»

قال: و كتب عمرو بن مسعدة إلى المأمون في رجل من بين ضبّة، يستشفع له بالزيادة في منزلته، و جعل كتابه تعريضا: «أما بعد، فقد استشفع بي فلان، يا أمير المؤمنين، لتطولك عليّ، في إلحاقه بنظرائه من الخاصة فيما يرتزقون به؛ و اعلمته أن أمير المؤمنين لم يجعلني في مراتب المستشفعين، و في ابتدائه بذلك تعدّي طاعته. و السلام» . فكتب إليه


[2] العتابي، كلثوم بن عمرو بن أيوب التغلبي، كاتب شاعر شامي الأصل سكن بغداد و مدح الرشيد و اتصل بالبرامكة و حظي عندهم و اتهم بالزندقة. من كتبه: فنون الحكم، الألفاظ، توفي سنة 220 هـ.

نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست