responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 269

للخيزران‌ [1] : «استزيريها» ، فزارتها، و جاءت إليها، فقالت لها: «هل لك في الحمام» ؟قالت: «نعم» ، فلما دخلت الحمام، وافاها المهدي، فبرزت له، و لم تستتر عنه، فقال لها المهدي: «أنا وليك فزوجيني نفسك» ، فقالت «أنا أمتك» ، فتزوجها و نال منها، فلما انصرفت اخبرت اخوتها بما كان، فقالوا: «أمسكي عنه» ، فلما كان بعد مدة، قالوا لها:

«استزيري الخيزران» ، فاستزارتها، فلما صارت إليها قالت: «هل لك في الحمام» ؟قالت: «نعم» ، فلما دخلتا معا ما شعرت الخيزران إلاّ ببني أبي عبيد اللّه قد عمدوا عليها فاستترت عنهم، فقالوا: «لو أردنا أن نفعل كما فعلتم بحرمتنا لفعلنا، و لكنا لا نستحل» ، فقالت لهم: «و اللّه لو رمتم ذلك لأمرت الخدم بقتلكم» ، فانصرفوا، فلما رجعت الخيزران، أخبرت المهدي بذلك، فكان السبب في قتل المهدي محمد بن أبي عبيد على الزندقة.

و بلغه أيضا عن عونة بنت أبي عون، جمال و هيئة، فقال للخيزران:

«استزيريها» فاستزارتها، فقالت لها الخيزران: «هل لك في الحمام» ؟ قالت: «نعم» ، فلما دخلتا ما شعرت إلاّ بالمهدي قد وافاها، فاستترت بالخيزران و قالت: و اللّه لئن دنوت مني لأضربن بالكرنيب وجهك» ، فقال:

«ويلك إنما أردت أن أتزوجك» ، قالت: «لا سبيل إلى ذلك» ، فانصرف عنها، فأخبرت أباها، فقال: «لا حسنت في فعلك» .


[1] الخيزران: جارية بريرية تزوجها الخليفة العباسي المهدي و شاركت زوجها في شئون الحكم. و لما مات المهدي و خلفه ابنه الهادي حاول اكراه أخيه هارون على التنازل عن ولاية العرش فلم يفلح و قتل على الأرجح بتحريض من الخيزران سنة 181 هـ.

نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست