كيف يرجى برء من قد # كتم الدّاء الطّبيبا
و قال آخر:
شمس ممثلة في خلق جارية # كأنّما بطنها طيّ الطوامير
فالجسم من جوهر و الشعر من سبج # و الغر من لؤلؤ و الوجه من عاج
نتيج دلال حار في حسنه الطّرف # ففكرته قبر و منطقه لطف
بديع جمال زانه العقل و الظّرف # سماويّ لون لا يحيط به وصف
له ريقة علّت بماء قرنفل # يمازجها التّفاح و الخمرة الصّرف
تجسّم في جسم من النّور ساطع # تمكّن في دعص ينوء به ردف [1]
على صحن خدّيه بهار منوّر # و ورد جنيّ لا يليق به القطف
تكامل فيه الحسن و النّور و البها # كبدر الدجى إذ تمّ من شهره النصف
براه إلهي لي عذابا و فتنة # فما عنده عدل و لا عنده عطف
لك من قلبي المكان المصون # كلّ لوم عليّ فيك يهون
قدّر اللّه أن أكون شقيّا # بك و الصّبر عنك ما لا يكون
يا غزالا بلحظه يفتن النّا # س و في طرفه الرّدى و المنون
لك صبر و ليس لي عنك صبر # فأنا اليوم هائم محزون
قد خلعت العذار فيك حبيبي # ما أبالي بما رمتني الظّنون
يا نظرة جاءت على ياس # من ساحر المقلة ميّاس
أطرافه تعقد من لينها # و قلبه كالحجر القاسي
[1] الدعص: الحقف، قور من الرمل. الرحل